فهد بن جليد
السعودية نجحت باقتدار في تنظيم موسم حج استثنائي آمن وصحي، لتبهر العالم مرَّة أخرى بقدرتها على خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وقاصديها بكل مسؤولية واطمئنان حتى في الزمن الأصعب صحياً، لتُقام الشعيرة، ويُطاف بالبيت العتيق، وتقف أعداد محدودة من المسلمين على صعيد عرفات الطاهر، تماماً مثلما نجحت المملكة في إدارة الحشود عندما كانت أعداد الحجاج تلامس الثلاثة ملايين حاج، مُسجلة في كل عام إشادة دولية وعالمية من المنظمات والجهات المعنية نتيجة الاحترافية في السلاسة والتنظيم والأمان.
بشهادة منظمة الصحة العالمية، وإشادة الدول والمنظمات الإسلامية والعالمية، ومُختلف وسائل الإعلام قدمت المملكة العربية السعودية نسخة جديدة للحج لم يسبق لها مثيل في التاريخ، مُتجاوزة الصعوبات الصحية والتحديات المحيطة التي يمرُّ بها العالم، بعد اتخاذها القرار الأمثل بتنظيم الحج وإقامة الشعيرة بعدد محدود من المسلمين، وفق مُحدِّدات صحية انطلاقاً من المسؤولية الكبرى التي منحها الله لهذا البلد وقيادته، وحرصاً من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على إقامة فريضة الحج هذا العام بما يتوافق مع الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم، وتنظيم الموسم وفق البروتكولات الصحية لضمان سلامة ضيوف الرحمن الذين يمثلون 160 جنسية، لم يُشكِّل السعوديون منهم سوى 30 % فقط، وهم من المُمَّارسين الصحيين ورجال الأمن المُتعافين من الإصابة بفيروس كورونا، وفي هذا رسالة إنسانية عظيمة لكل المُمَّارسين الصحيين ورجال الأمن حول العالم الذين ضحوا بصحتهم، وحياتهم، من أجل حماية أهليهم وبلدانهم وحماية الإنسان في كل مكان من خطر فيروس (كورونا)، فما أعظمه من شرف وما أجله من تكريم.
مَشاهد الحج المُبهرة وخطوات التنظيم المُذهلة هذا العام -وسط جائحة كورونا- هي امتداد للمسيرة السعودية التاريخية في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، التي ينظر إليها كل مسلم صادق بإعجاب كبير، بينما تكيد تلك المناظر التنظيمية السارة، والإشادات العالمية الحارة، الحاقدين والخائنين الذين فضحوا أمام العالم وعلى (أعين الأشهاد)، وهم يلمزون ويهمزون ويصرخون عبر قنوات الكذب والخداع، ولكنَّ النتائج المبهرة ونجاح الموسم والإشادة من كل أقطار العالم الإسلامي والدولي (ألقمتهم حجراً) في أفواههم، وجعلتهم شاذين عارين أمام مُتابعيهم بآراءهم وأكاذيبهم، فالحج أقيم، والذنوب غُسلت -بإذن الله- بينما هؤلاء غارقين في أحقادهم وأمانيهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.