د. محمد عبدالله الخازم
الحمد لله على سلامة خادم الحرمين الشريفين، فقد أزعجنا خبر وعكته الصحية وأسعدنا خروجه منها بسلام، وقد صادف خروجه ليلة العيد فكان عيد الوطن عيدين. وهي مناسبة للحديث عن الملك سلمان -حفظه الله- بأمثلة كنت شاهدها تؤكد كثيرًا من معاني وفاء خادم الحرمين الشريفين ودقته في عمله ومتابعته وتقبله لمختلف الآراء وحنانه علينا وقد كنا صغاراً في حياتنا العملية والفكرية. عملت في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وبصفتي المهنية كنت أغطي في بعض الفترات جناح الدور الرابع بالمستشفى، وأتذكر جيداً بينما نحن منهمكون في عملنا فإذا بأمير الرياض حينها (الملك سلمان)، حاضراً يسلم علينا بابتسامة حنان حيث يكون في زيارة لمريض في ذلك الجناح. تكررت مرات ودون إعلام ودعاية، برفقة شخص أو شخصين فقط، مما يدل على وفائه -حفظه الله- وتقديره لكبار رجالات المجتمع بمختلف أطيافهم، سواء كانوا مشايخ قبائل أو مسؤولين في قطاعات الدولة أو رجال أعمال أو غيرهم. طبعاً، هذه الخصلة رأيناها مؤكدة بشكل أكبر في وفائه لإخوته الملوك والأمراء أثناء مرضهم -رحمهم الله- وأطال في عمر ملكنا سلمان.
ككاتب رأي، أذكر موقفين توضحان مدى حرصه على متابعة ما يكتب أولاً في الصحافة، وثانياً ما يخصه كأمير للرياض يهتم بالتفاصيل المتعلقة بعمله ومنطقته. الموقف الأول: كتبت مقالاً عن نقص الفنادق في مدينة الرياض وبأنها كعاصمة وقبلة لكثير من الملتقيات العالمية والمحلية بحاجة إلى مزيد منها. وفوجئت قبل ظهر اليوم الذي نشر به المقال بمكتبه يتصل عليَّ لإبلاغي رغبة أمير الرياض (الملك سلمان حالياً) توضيح الصورة. وفعلاً، لم يكن هناك اعتراض على ما كتبته أو دفاع، بل الشكر وتأكيد كلامي بأنهم لاحظوا ذلك عبر الجهات التخطيطية للمدينة، والوعد خلال سنوات قليلة لا تزيد عن الخمس بأننا سنرى عدد الفنادق والغرف الفندقية المميزة تتضاعف بالعاصمة. وقد وعد فأوفى، فأصبحت الرياض تزخر بقائمة متنوعة من الخدمات الفندقية العالمية.
الموقف الثاني كان حول مقال يتعلق بمجالس المناطق، وطرحت فيه وجهة نظر معينة، والشيء نفسه فوجئت بطلب التواصل مع مكتب سمو أمير الرياض، وللأمانة أصاب المحرر -رحمه الله- بعض القلق لأن بعض نقاط المقال كانت حساسة من وجهة نظره وخشي الإحراج من نشرها. فوجئت عبر الاتصال بحجم الشفافية والوضوح في التعبير عن وجهة نظر أمير الرياض في ما طرحته. لم يتم تقريعي على تجاوزي في طرح الفكرة بل شرح إيجابيات العمل الذي تقوم به مجالس المناطق وثقته فيها وفي آليات اختيارها، وأنه من واقع خبرة طويلة في العمل الإداري المحلي لا يرى ما ذهبت إليه من اقتراحات. طبعاً، يسعدنا نحن الكتاب تواصل المسؤول معنا، فما بالك حينما يكون أمير الرياض، ملكنا الحالي. بهرت وقتها بالشرح المقدم حول مجالس المناطق وفلسفة عملها في مساندة الحاكم الإداري وأبوة المسؤول الكبير في شرح التفاصيل لكاتب صغير مثلي.
الحمد لله على سلامة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين وأمد الله في عمره، ومتعه بالصحة وتوفيق رب العباد في أخذ بلادنا لمزيد من التقدم والازدهار.