فهد بن جليد
أتمنى أن ينبري أحد المُختصين للتوسع في هذا الملف، وطرقه من كل الاتجاهات، وحصر مُجمل الآثار والأضرار غير المُباشرة التي خلفها (كورونا) كتعطل الحياة، زيادة الخوف، انعدام الثقة بين البشر، الأمراض النفسية (القلق، الاكتئاب، الوسواس..)، المشكلات الاجتماعية، الآثار الاقتصادية، المناكفات السياسية، حرب الأبحاث والمعامل، تبخر الأحلام، التشجيع على العزلة والوحدة، شعور الإنسان بالعجز وقلة الحيلة والضعف، تأخر المشاريع التنموية، زيادة العنصرية في بعض المجتمعات والتفرقة الطبقية، الحظ على العدائية وإخراج أسوأ ما في الإنسان من مشاعر وأفكار تجاه الغير، انعدام الرحمة والرعاية بكبار السن والمُعدمين حول العالم، هناك عشرات بل مئات الآثار والأضرار التي تترجمها القصص والروايات التي يمكن جمعها في زمن (كورونا).
هناك آثار طبية وصحية لفيروس (كورونا) ما زال العلماء يتفاكرون حول بعضها، مثل (العجز الجنسي، عقم الرجال، فشل وظائف الكلى، السكتة القلبية، زيادة مُعدلات موت الفجأة، ضعف الذاكرة، الإجهاد المستمر، نقص النوم، والأرق.. وغيرها)، لذا العنوان الأنسب لهذه المرحلة هو الحرب ضد مجهول، فلا أحد يمكنه الوثوق في السيطرة عليه، أسلحته مُتغيره وذخيرته مُتجدِّده، لكنَّ الأكثر إيلاماً هو تراخي العلماء حول العالم وتجاهلهم الحديث عن آثار وأضرار نفسية، واجتماعية، وحتى بيئية، سيخلفها فيروس (كورونا)، وستعاني منها البشرية والأجيال المُقبلة.
يكفيك أن تقرأ فقط حول الآثار البيئية المحتملة على كوكب الأرض، التي ستخلفها مُعدات الوقاية الشخصية التي تستخدم (لمرَّة واحدة) من القفازات البلاستيكية، والواقيات، والأقنعة، والمعدات الأخرى التي تتحول إلى تهديد جديد للكوكب، وتحتاج (مئات السنين) حتى تتحلَّل وتتخلص منها البيئة، لا سيما مع سوء الاستخدام لها ورميها كمُخلفات تملأ شوارع وأرصفة مُدن العالم، الضرورة مُلحة للتفكير (خارج الصندوق) في أزمة (كورونا)، وتقدير حجم الكارثة الحقيقي وأضرارها، فالتوصل إلى (لُقاح) ليس نهاية قصة (كورونا)، بل بداية متوقعة لفصول جديدة.
وعلى دروب الخير نلتقي.