الرياض - عيسى الحكمي:
مع عودة الدوري السعودي للمحترفين، وعودة الإثارة والمتابعة لما تبقى من الجولات التي ستحدد الرسم الأخير للموسم الكروي 2019 - 2020، يتزايد التساؤل عن طرق التعامل مع الظروف التي يعود بها الدوري بعد توقف لأكثر من 4 أشهر بسبب جائحة كورونا، وفي ظل هذه العودة هناك تحديات أخرى تواجه الفرق وأهمها عامل الطقس ودرجات الحرارة العالية والتحضيرات البدنية والذهنية.
وفي هذا الجانب، حذر أستاذ السلوك الحركي بجامعة الملك سعود الدكتور محمد عيسى السعيد من تمادي اللاعبين في التحامل على الشعور بالإصابات أثناء المباريات في ظل عودة الدوري بعد توقف استمر لأكثر من 4 أشهر، وحذر أيضاً من حدوث حالات التعرق بمقدار كبير يفقد الجسم بسببه كميات كبيرة من السوائل.
وأوضح السعيد لـ»الجزيرة» أن تحامل اللاعب على الإصابة ومحاولة إكمال المباراة قد يترتب عليه إصابة أكبر خاصة على مستوى التشنجات العضلية التي سجلت أرقاماً غير مسبوقة على مستوى الدوريات التي استأنفت نشاطها في الأشهر الماضية.
وضرب السعيد مثالاً بالدوري الألماني حيث شكلت الإصابات العضلية فيه 62 في المائة من اجمالي الإصابات والمفاصل 14 في المائة و21 في المائة أسباب مرضية مختلفة.
وتابع: اللاعب قد يفقد بسبب التعرق 2 في المائة من السوائل فيتم التعويض بشرب كميات من الماء البارد وكذلك سوائل تحتوي على الأملاح، بيد أن المشكلة إذا ارتفع معدل التعرق إلى 6 في المائة عندها قد يصاب اللاعب بالإغماء لا سمح الله.
وعن نوع العلاقة بين الجانبين الذهني والبدني أكد الدكتور السعيد أن هناك علاقة طردية بين التحضير الذهني والإعداد البدني، مبيناً «يجب أن يكون الجانب الذهني في قمته حتى لا تتأثر القوة العضلية للاعب لأن الأمور العقلية عندما لا تصدر بمقدارها الحقيقي ستكون الاستجابة العضلية مختلفة، ما يؤدي إلى عدم التركيز وأخطاء في القرار كالتمرير على سبيل المثال».
وأكد السعيد قبل مباراة اليوم المهمة بين النصر والهلال أن المسؤولية كبيرة على مسؤول التغذية في الجانبين إذا ينبغي أن يكون قد أعطى قبل يومين من المباراة كميات عالية من السوائل التي تحتوي نسبة أعلى من الأملاح وعمل الأمر نفسه بين شوطي المباراة لتعويض ما سيفقده اللاعبون في الشوط الأول.
وزاد: أيضاً يجب أن يأخذ اللاعبون كميات من الماء البارد خلال المباراة تتراوح بين
150 - 250 ml لتبريد الجسم ومقاومة التعرق.
وتوقع السعيد أن يواجه الفريقان مصاعب في التعامل مع عامل الطقس الحار لأن الإصابات مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة وحركة العضلات تؤدي إلى انتاج طاقة حرارية وينتج عن ذلك التعرق فيفقد الجسم مكتسباته من السوائل.
وشدد السعيد أن الفريق الذي سيعد ذهنياً بشكل جيد ويتمكن أفراده من توزيع الجهد البدني على دقائق المباراة سيكون في وضعية أفضل اليوم، كما توقع صعوبة أكبر في المباريات المقدمة بسبب عمليات التنقل بين المدن واختلاف الظروف، مشيراً إلى أن المناطق الرطبة سيواجه اللاعبون المعتادون على الأجواء الجافة مصاعب اكبر عند التعرق لوجود مادة سائلة تمنع عمليات التجفيف السريع للجسم.