عبدالكريم الحمد
لا شك أن مواجهة ديربي العاصمة اليوم ظلّت مرتقبة منذ بضعة أشهر على الصعيدين الإعلامي والجماهيري كونها منعطفاً مهماً للطرفين، حيث تكمن أهميتها من وجهة نظري في مدى «تسريع» حسم لقب الدوري بنسبة كبيرة للهلاليين، حيث إن الانتصار على الطرف المتمركز في الوصافة قد يعجّل بملامح حسم اللقب عبر توسيع الفارق النقطي إلى 9، فيما لو تعادل طرفا الديربي فإن ذلك لا يخرج عن دائرة تأخر حسم اللقب واستمرار الأفضلية الهلالية، كما أن التعادل سيحرج (فيتوريا) وكتيبته في ظل مطاردة الوحداويين المتربصين بمسافة تبعد 6 نقاط عن مركز الوصافة في انتظار أي تعثر إما بتعادل النصر أو خسارته.
وفي ظل انتظار الشارع الرياضي السعودي لموقعة ديربي «المتصدر ووصيفه» التي باتت الحديث الأعلى صوتاً في الإعلام الجديد والإعلام التقليدي، ظهرت مفارقات بين المنتمين للجانب الهلالي والنصراوي جماهيرياً والمحسوبين إعلامياً، حيث اتضح من تلك المعطيات هدوءاً وإتزاناً على المستوى الإداري خلف أسوار المعسكر الهلالي، صحبه انسجام ووفاق واتفاق جماهيري حفاظاً على التركيز في الاستعداد للمنعطف الأهم في الدوري، بينما في المعسكر الأصفر يزداد التوتر مع كل يوم تقترب فيه صافرة البداية، جهد جهيد على المستوى الإداري سعياً لإعادة التوازن بعد سلسلة شكاوى واضطرابات رواتب وعقود، صحبه إعلان مكافآت وحوافز من الشرفيين والذهبيين منهم للتحفيز والتركيز، إلّا أنه وكالعادة (إعلامهم) يُفسد أحلامهم بالإسراف في الضجيج.
وبين هذا المعسكر وذاك، ومن خلال متابعة وقراءة للمشهد ظننا لوهلة أن النصر هو المتصدر والأقرب للقب في ظل هدوء المعسكر الآخر (الهلال) الذي تعامل مع الحدث كونه لا يتعدى مباراة ثلاث نقاط دون زعزعة أو جلجلة أو خطابات تُذكر على المستوى الإداري، وكأن القائمين عليه ومحبيه أرادوا أن إيصال رسالة بأن بطل دوري أبطال آسيا مؤخراً وصاحب الـ 15 لقباً دورياً محلياً اعتاد على مثل هذه الظروف محلياً وقارياً مما شكّل لديه يوماً بعد يوم مناعة ضد ضغوطات مباريات الحسم، مكتسباً ثقافته من إرث تاريخي ممزوج بذهب جميع مسميات البطولات المحلية والخارجية.
قبل الختام..
نتيجة مباراة الليلة ستؤثر على الجانب النفسي والمعنوي أكثر من الفارق النقطي، فالعبرة ليست نتيجة مباراة اليوم، بل من الأفضل جاهزية لياقياً وفنياً للجولات المتبقية محلياً وآسيوياً.