فهد بن جليد
مؤشر (السماسرة) يؤكد بأنَّ الكساد الذي أصاب سوق العاملات المنزليات (المُخالفات) لنظام الإقامة والعمل وسط (أزمة كورونا) أسهم في تخفيض أجورهنَّ، مع تخلص الكثير من الأسر السعودية من العاملة المنزلية (المُخالفة) خوفاً من الإصابة بـ(كورونا)، وهذه من محاسن الفيروس التي ما زال تأثيرها قائماً حتى اليوم، العيش دون (خادمة) قانون فرضه الخوف من العدوى والإصابة بالفيروس، كثير من الأزواج يسعون اليوم لتعزيز هذا المفهوم للتخلص من (وهم الحاجة) للعاملة المنزلية وزيادة الاقتناع به، إلا أنَّ قرب العودة للدراسة مع ضبابية الرؤية حول الحضور من عدمه حتى الآن، يزيد من ضرورة الطلب.
أمام العائلات السعودية (ثلاثة خيارات) لا رابع لها سوى (العيش دون خادمة)، الأول هو العودة للمُخالفات غير النظاميات مرة أخرى والاستعانة (بالسماسرة) مع تعريض المنزل للخطر ومُخالفة النظام ودفع راتب يتراوح بين (1800 ريال - 2700 ريال) شهرياً، الخيار الثاني انتظار فتح السفر الدولي واستخراج تأشيرة عمل، وطلب عاملة منزلية خاصة متوسط (كلفتها مع الراتب) على مدى سنتين (1400 ريال) شهرياً، أمَّا الخيار الثالث فهو الرضوخ (لاستغلال) شركات الاستقدام والاستعانة بعاملات الأجر (بالساعة أو بالشهر) وسط أسعار مُبالغ فيها تكلف في المتوسط (3500 ريال) شهرياً.
بعيداً عن الحاجة المُلِّحة، والضرورة القصوى، والوجاهة الاجتماعية، يبقى القرار الشجاع هو استمرار (العيش دون خادمة) خصوصاً للأسر التي استطاعت إكمال مدة الحجر رغم صعوبتها وضغطها دون (مُعاونة منزلية)، نحن أمام فوائد عديدة تفوق التوفير المالي، لنتحدث عن الاعتماد على النفس، التعاون، الاستقرار، التنظيم، الهناء، الراحة النفسية، العودة لحياة العرسان، كل هذا يعتمد على القناعة بأن الحياة أجمل (دون خادمة)، والوعي بأنَّ المعيشة بعد (كورونا) مُختلفة في كل أنحاء العالم، ولدى كافة شرائح البشر.
وعلى دروب الخير نلتقي.