** مقال عن البرنامج الرمضاني التلفزيوني (قلبي اطمأن)
عجبت لهذا الصادف عنا
إلى أين وجهته؟
يلقانا كلَّ يومٍ
ملء القلب
وقبضة الشعور
ومجمع الحواس
ثم لا يلقانا
وإن تعجب، فعجب كيف تجاوز هذا بـ (قفاه) ملايين (الوجوه) التي ضجّت بها ومنها واجهاتُ الإعلام!
وجوه لُمّعتْ واستُفرغت لها طاقاتُ (الكون) لتكون شيئًا فلم تكن
وما أحرزت عُشر ما قدم ذلك (المدبر) الذي لم يعبأ بوجه ولا واجهة.
الآهلُ غير المصمت
والممتلئ ليس كالفارغ
يتقارعان على ناصية البلاغ
فيبلغ الآهل
وتنحسر الناصية عن ذلك المصمت
ليعود أدراجه
توسع الناصية مناكبَها للممتلئ
وتضيّق على مَن فؤاده هواء
ورجع الفكر يسلمنا إلى أن
من علت به أهدافه علا
ومن تسفّل بها سفل
وأسلمته إلى (جنون رسمي)!
وما تلك بيمينك أيها (المجنون) لتلقي بها إلينا على كره منا؟؟!
ولا تسل عن أهداف ولا غايات
حين يكون المحتوى خواءً
وحين يكون الظهور شهوة
فتبتلى النفوس من ذواتها بذواتها
أما ذلك (المدبر) فقد أقبل (غيثا)
تجرد من ذاته
وحمى جناب الإخلاص فيها
يوم أن جعل هجرته إلى حيث (يطمئنُّ قلبُه)
وكان (إدبارُه) أولَ سيما إخلاصه
فلا وجه له - أصلاً - لينالَ منه النفاق
وما تمكّن النفاق إلا من ذي الوجهين
متوجّه تلقاءَ مدائن العراء
يتصيّدُ أكبادًا يرطبُها
وإنّ له لأجرًا
عابر... لو قلّد آمالَه أسراب الطيور
ما تناهى تحليقُها إلى مدىً!
فتأمّله وتأمّل نقيضه على الضفة الأخرى
وقارع في خلدك مئاتِ الأسئلة التي ستتهاوى على (أم دماغك):
أيُّ الفريقين خير مقامًا وأحسن نديًّا؟
مَن الأعمى ومَن البصير؟
مَن الظلمات ومَن النور؟
مَن الذي سيمكث في الأرض، ومَن سيذهب جفاء؟
ثمّ تطيب نفسك ويسكن تساؤلها
بيقين يشعُّ كأنه النور: إنما العزمات هبات الله!