ميسون أبو بكر
المملكة التي تسرع خطاها في مضمار الحياة لتحقيق رؤيتها وبكل اتجاه وفي كل القطاعات لم تغفل القوى الناعمة سواء العنصر النسائي أو الشأن الثقافي، ففي سابقة هي الأولى من نوعها في قطاع الملاحق الثقافية جاء قرار وزير التعليم معالي حمد بن محمد آل الشيخ بتكليف ثلاثة ملاحق ثقافية نسائية ضمن مجموعة من الذين تم تعيينهم في عدد من الدول، وهي المرة الأولى في تاريخ المملكة تشغل فيها النساء هذا الموقع.
ولأن الملحق الثقافي في سفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج لا يقتصر عمله على متابعة الطلاب والمبتعثين في ذلك البلد والعناية بشؤونهم التعليمية بل يتعداه لتعزيز العلاقات الثقافية ومد الجسور بين المملكة والبلد الذي يعمل به، وتعتبر الثقافة قوى ناعمة مؤثرة التفتت لدورها الدول التي تسعى لتكون مؤثرة وحاضرة على خارطة العالم.
ومن واقع تجربتي في الإعلام الثقافي وكذلك أمسياتي الشعرية وأوراق عمل شاركت بها حول العالم سأتحدث عن ثلاث تجارب مبدعة لملاحق ثقافيين تركوا بصمتهم في مواقعهم وكذلك في ذاكرتي الشخصية، فأول ملحق ثقافي سعودي في الولايات المتحدة هو سعادة الأستاذ عبدالعزيز المنقور الذي ترك أثره في الطلاب السعوديين هناك، والذي تحدث عنه ضمن برامجي «أعلام ومثقفون» لهم مكانتهم العلمية والثقافية في عالمنا اليوم مثل الشاعرة دكتورة فوزية أبوخالد والأستاذ منصور الخريجي مترجم الملوك وغيرهم، وقد كتبت عنه في مقال سابق «شيك المنقور»، فقد كان الرجل موجهًا للطلبة ومتابعًا لشؤونهم العلمية والشخصية كذلك، ويذكره كثيرون كوالد قدير يدينون له بالمحبة والأبوة.
الدكتور زايد الحارثي الذي استضفته في برنامجي «عين ثالثة» وتحدث خلالها عن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التاريخية لماليزيا وإندونيسيا ومنحه الدكتوراة الفخرية من إحدى الجامعات الماليزية العريقة تقديرًا لجهوده -حفظه الله- فقد حقق الحارثي إنجازات ثقافية تذكرها نشاطات الملحقية في معارض الكتب في البلدين وكذلك الطلبة السعوديين هناك.
الأستاذ ناصر البراق الذي بزغ نجمه في صحيفة الحياة ثم عُين ملحقًا ثقافيًا في المملكة المغربية يتحدث المثقفون المغاربة للآن عن النشاطات والندوات التي كانت تنظمها الملحقية السعودية في المغرب والتي مدت جسورًا بين مغربنا العربي ومملكتنا، فالثقافة قوى ناعمة تستطيع أن تجاري السياسة والرياضة والاقتصاد في فعلها المؤثر ودورها الكبير، ولنا في القناة السعودية الثقافية النموذج المؤثر لما تركته من أثر ثقافي سعودي أينما حلت بمثقفي المملكة وثقافتها، وكذلك باستضافتها الفعاليات الثقافية الخارجية، ولعل الملاحق السعوديين يتنبهون لأهمية عناق الثقافة والإعلام في المشهد العالمي بآلية تليق اليوم بحضور المملكة ورؤيتها.
هنيئًا للسيدات المعينات مؤخرًا كملاحق ثقافية في بريطانيا وإيرلندا والمغرب هذه الثقة، واللاتي ننتظر إنجازهن وتميزهن وبصمتهن فهن امتداد لنساء سعوديات مبدعات حاضرات.