«الجزيرة الثقافية» - محمد المرزوقي:
«ثلاث وأربعون» لفريد الزامل السليم
صدر لفريد بن عبد العزيز الزامل السُّليم كتابه الجديد في طبعة أول 2020م، بعنوان: «ثلاث وأربعون: الميلاد والرحيل»، الذي جاء عن والدة المؤلف، الذي قال عنها في مقدمة إصداره: « أمي، لا أدري أأتجلى جمال هذه الكلمة، وسحرها وروعتها، ودفأها وسحرها وشذاها، أم أبحر في دلالاتها، الحب والرحمة والعطف، والتضحية والصبر والأمل، والعطاء بلا انتظار، والبذل بلا حساب، أ أفتح بها باب الذكر لأجد أصدق ما في حياتي من مشاعر، وأوثق ما فيها من علائق، وأقوى ما فيها من أواصر، وهل يسعفني بياني أن أتأمل وأتجلى، ثم استجمع القوى فأجري القلم، واستمد الألم الذي لا يزال طريا، والعون من الله، وكفى به بنا حفيا».
هكذا يستجمع المؤلف - وحق له - كلما يمكن أن يكون له عونا بعد الله ليكتب عن عالمه الذي يعي كلما تقدم به من نعوت، منحوتة في صخر حياة فريد، وأي كلمات؟! وأي جريان سيجريه القلم مجرى القلب.. يقول الزامل: «فقدت أمي الغالية، منيرة بنت سليمان بن علي الزامل السّليم، وفقدت بفقدها بركة كنت أتفيؤها، ودعوات صالحة كنت أتفاءل بها، وبهجة كنت أمتاحها، وسرورا كنت آوي إليه، ومحبة كنت أرتضع منها فأروى، فلا أحتاج بعدها إلى حنان أحد – غير أبي – أو أفتقر إلى عاطفته».
***
«عالم فارس» لبهية بوسبيت
«أيام الانتظار صعبة، لكنها تختلف باختلاف ما ننتظره، فإذا كان الشيء المنتظر جميلا ومفرحا فانتظاره مهما طال لا يحس بطوله، بل نعيش أيام انتظاره في فرح وبهجة وأحلام وآمال عراض، وكانت أيام انتظار هدى وفارس للمولدين كلها فرح وسعادة وبهجة وأمان عراض لا حدود لها؛ وفي نهاية زيارة الشهر السابع والاطمئنان على صحتها وصحة التوأم تم معرفة جنس المولود الثاني، كان ذكرا، قالت هدى وهي تهم بركوب السيارة افتح الباب يا بو فوز، بضحكة عالية، قال: على أمرك يا أم فواز وفياض.. ركبا السيارة وعادا إلى بيتهما والسعادة تملأ قبيهما، وفي الطريق كانت هدى تتخيل شكل الطفلين، وهل سيكونان مختلفين أو متشابهين في الشكل كبعض التوائم؟!»
هكذا تمضي بهية بنت عبد الرحمن بو سبيت، في قصها لمشاهد من إحدى قصص مجموعتها «عالم فارس الخاص»، التي أصدرتها في طبعة أولى 2020م، عن دار عالم الكتب، التي جاءت في ثمان وتسعين صفحة من القطع المتوسط، إذ يعد الإصدار هو الثالث والعشرون لبهية، التي تنوعت إصداراتها في مجالات ثقافية وأدبية واجتماعية عدة.
***
نورة الأحمري تصدر «أرواح»
في سبع عشرة وثلاث مئة صفحة، من القطع المتوسط، وفي طبعة أولى 2020م، صدر لنورة بنت سعد الأحمري، رواية بعنوان «أرواح» عن دار جداول، حيث أبحرت الرواية عبر مشاهدها الأولى عبر مشاهد مطلع الرواية، «أمواج ورمال ومدينة تغفو على ضفاف الخليج وعلى سريرها المائي، أمواج النهار تغرد على أغصان المساجد فتستروح الأرض نداء السماء بالله أكبر، استروح أنفاسها الباردة التي لا تزيد القلب إلا حبا وهياما بها».
«إن حقيقة الجمال الذي اكتسى به العالم ما هو إلا انعكاس لجمالها، الذي ملأ الكون وملأ عالمي بإدمان حبها، ما رأيتها مرة إلا وخلتها سحرا نورانيا في ماسة كريمة نادرة مستقرة في قاع قلبي وصدفة قلمي الذي ينزف حبا في تفاصيلها، ويسير شوقا على شوارعها مناديا بها ولها، عندما أتأمل انبثاق النسمات الأولى ومع امتزاج الأذان بصدى خرسانات قبابها العالية، وحناجر مؤذنيها الصادحة، يخيل إلي أن الوجود في خشوعه وفي زفراته الأولى خليط من النشوة التي تهز أحشائي، هي تتنفس سرا هادئا ناعما يتناثر على شوارعها بدءا من شرقها..»، هكذا تبدو الملامح الأولى لوجه المدينة، وكأننا أمام مشهد ترويها نورة من العام إلى الخاص، وإن شئت فقل من الفضاء الخارجي الذي تطل من خلاله على صورة عالمية، لتقترب أكثر من شواطئ شرق الخليج، وصولا إلى فضاءات المدينة التي ستصل معها.. وبها إلى منتهى «أرواح.
***
عددان جديدان من «الدارة»
أصدرت دارة الملك عبد العزيز عددين جديدين من مجلتها الفصلية المحكمة، حيث تضمن عددها الثالث للسنة الخامسة والأربعين، البحوث العلمية التالية: التغير في التركيب العمري وآثاره في العائد الديموغرافي وشيخوخة المجتمع السعودي، للباحث الدكتور رشود بن محمد الخريف، وفاتن هديبان المطيري؛ بينما جاء عنوان البحث الثاني عن: عرب إيران الأواخر: قراءة في المصادر التاريخية لما قبل ثلاثة قرون، للباحث عماد بن محمد العتيقي؛ فيما جاء عن: «نفي سلاطين المماليك (652-906هـ / 1254 – 1501م) للباحث الدكتور سامي بن سعد المخيزيم؛ حيث جاءت البحوث حافلة باخرائط التوضيحية والسروم البيانية، والجداول الإحصائية التي تزيد من عمق المعلومة، وتعكس مدى جهد الباحثين عبر مجلة «الدارة»، ب وصفها علمية محكمة، وعميقة البحث والطرح أيضا.
أما العدد الرابع من مجلة «الدارة» في عامها الخامس والأربعين فقد تضمن ثلاثة بحوث جاء أولها بعنوان: « أسرة عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وأثرها في الحياة العلمية منذ فجر الإسلام حتى نهاية القرن الرابع الهجري»، للباحث محمود محمد خلف؛ فيما حمل البحث الثاني من بحوث المجلة عنوان: « الدلالات الرمزية والحضارية لتماثيل الأمومة في الجزيرة العربية في عصورها القديمة»، للباحث عماد أحمد الصياد؛ بينما جاء آخر بحوث المجلة في عددها الرابع بعنوان: « تقنية الزمن في رواية (حينما يبتسم القدر)، لعادل الرشيدي، «مقاربة بنيوية» للباحث الدكتور عبد الله بن خليفة السويكت.
***
«حكايا الروح» لسلمان البحيري
صدر لسلمان بن محمد البحيري، كتاب جديد 2020م، عن الدار المصرية، في طبعة أولى، بعنوان: «حكايا الروح»، وذلك في أربعين وخمس مئة صفحة من القطع المتوسط، متضمنا العشرات من الحكايا التي شكلت في مجملها حكاية مسيرة كما تصورها وصورها البحيري للقارئ، التي أخت في مجملها ثلاثة مسارات، أولها عن عواطف في الحب، أما الثاني فجاء عن خواطر في الحياة، بينما ضمن ثالثها المؤلف «تغريدات»، ليضع بين دفتي هذا الإصدار فضاء من النوافذ التي يطل منها القارئ على جوانب مختلفة من الحياة التي رصدها البحيري برؤيته الخاصة، وبمداد يعكس عاشق للصحافة والأدب والثقافة، ولجماليات الحياة أيضا.
ومن العناوين التي جاءت في سياق «خواطر في الحب»، نطالع - على سبيل المثال لا الحصر- العناوين التالية: الحب الخالد، لطف الله ورحماته في دنيانا، بوابة مدينة العام الجديد، هدية الله، نبضات قلب في المساء، قلبي وقلمي في هزيع الليل، الليلة القمراء، خواطر في الشتاء، حنين الذكريات.. بينما يستهل الكاتب «خواطر في الحياة، بالعناوين التالية: الواقع المر في ربيع العمر، دروس من الحياة، ماذا تعني الشجاعة؟! الفقر الحقيقي، المال ليس كل شيء بالحياة، إشارات تدلنا في الحياة، درب نفسك.