عبدالعزيز مهدي العبار
هل تعلم ما هو مستوى لغة أشهر صحيفة أمريكا مؤثِّرة داخلياً وخارجياً؟
حسب دراسة حديثة تقيس مستوى اللغة التي تكتب فيها المقالات والأخبار ولغة الإعلام بشكل عام في الولايات المتحدة، وجدت أنها بمستوى صف خامس ابتدائي!
أتت لغة الألعاب الرياضية والترفيه في المرتبة الأولى كأسهل لغة، ثم المعلومات العامة، وحلّت لغة السياسة الأصعب في الفهم عند الغالبية العظمى وكانت بالمرتبة الأخيرة في التقييم، ويعود ذلك لوجود المكتبات داخل المدارس وإمكانية استعارة أي كتاب يحتاجه الطالب، أيضاً وجود برامج قياس للغة والمعلومات العامة ومسابقات وجوائز تحفيزية في كل إدارة تعليم تتبع لها الولاية والمقاطعة، ووجود مواقع وتطبيقات كثيرة توفر للمدرسة وبتكلفة شبه مجانية تساعد المعلم والطلبة على القراءة إلى مليون كلمة في الشهر.
في أمريكا يقضي الطلبة 8 ساعات يومياً في المدارس العامة، من الساعة 3.30 صباحاً حتى الساعة 7.30 مساءً، وهذا الوقت يساهم في تفريغ الطاقة لدى الطلبة في مشاهدة أفلام وثائقية تعليمية وقضاء وقت تحت أشعة الشمس في الصباح الباكر للحصول على فيتامين «د» وللرياضة المدرسية وحصص الرسوم والفنون والكتابة والتعبير ويقضي الطلبة وقت أطول في المكتبة للقراءة بين الحصص ووجبة الإفطار والغداء.
يرى خبراء في التأثير الإعلامي أن مستوى اللغة التي تستخدم في التأثير والوصول إلى أكبر شريحة من الناس، يجب أن تكون بين الصف الخامس إلى الصف التاسع، واستخدام أساليب سهلة للكتابة تتطلب مجموعة من المهارات وأهمها أن تكون الكتابة واضحة وموجزة ولا يوجد بها كلمات متداخلة، حيث يكتب المتميزون منهم بالطريقة السردية، مع تجنب الكلمات والعبارات الغامضة، إذ تعد إحدى السمات المميزة للصحفي الجيد، هي القدرة على شرح المفاهيم المعقدة والثقيلة بلغة بسيطة للعامة.
بلا شك الإعلام الأمريكي بكل أنواعه حاصل على المركز الأول على مستوى العالم، مؤثّر وقوي والدليل على ذلك أنه دخل لكل بيت عربي ولاتيني وأوروبي والسر قد يكمن في مستوى اللغة بالإضافة إلى احترام ذائقة المتلقي من ناحية جودة الأجهزة المستخدمة والبرامج التي تساعد على إنتاج عمل احترافي عالي الدقة، يحترم كل الأذواق من حيث الصوت والصورة والتصميم والإخراج.
السؤال، ما هو مستوى اللغة التي يكتب بها الإعلام العربي؟ وكم عدد الساعات التي يقضيها الطلاب في المدارس؟ وهل توجد مكتبات مزوّدة بكل الوسائل الحديثة من كمبيوترات وقاعة للمسرح والترفيه وقبل هذا كله الجو والبيئة المحفزة للقراءة والتعلم في مدارسنا؟