د.عبدالعزيز الجار الله
ذكرت في المقال السابق أن جائحة كورونا عجلت في حلول وتطوير المشاعر المقدسة، فقد كان حج هذا العام 2020م مناسبة للتفكير في حلول مستقبلية لمنطقة منى وعرفات ومزدلفة.
كما هو معلوم أن جغرافيا المسجد الحرام ومشعر منى ومزدلفة وعرفات واقعة طبوغرافياً في مجري أودية وعلى شفير الأودية وروافدها، والمقترح أن تتحول الأودية والواقعة بين ضفتي جبال ومجاريها الأخدودية شاهقة، إلى ثلاثة مستويات:
القطاع الأول: أسفل الوادي منطقة حكومية.
القطاع الثاني: الإفريز الأوسط منطقة حكومية.
القطاع الثالث: الشفاء أعالي الجبال منطقة تجارية.
وهنا يمكن الاستغناء عن الخيام والمخيمات البيضاء، وإن كان هذا مرتبطاً بإرث تاريخي طويل، ارتبطت المخيمات مع موسم الحج، وأصبحت المخيمات من تقاليد الحج، كما أنها منعت طوال هذه السنين من تملك العقارات في المشاعر، وتحويلها إلى عقارات تضايق الحجيج، وتزيد من كلفة الحج، لكن يمكن استبدالها بمبانٍ من أدوار تحقق الأمن والأمان وحماية من تأثير تقلبات الطقس في الصيف والأمطار التي قد تهطل بكميات في وقت واحد، فتغرق الأودية والروافد منطقة المشاعر من عرفات إلى محيط الحرم، والتي يفترض أن تنتهي سيولها إلى قرب البحر، إذا لم تعترضها حواجز وكتل تمنعها من الجريان.
- القطاع الأرضي بطون الأودية التي تقع فيها مخيمات الحجاج والحركة التجارية.
- القطاع الأوسط: من ضفاف الأودية التي تقع فيه حالياً الأبراج الستة، والتي بنيت فيما أعتقد لدول مجلس التعاون الخليجي، وتحولت إلى استثمار سنوي لصالح حملات الحج، كما يوجد في القطاع الأوسط رف الجبال بعض قصور ومرافق الوزارات.
- القطاع العلوي: أعلى جبال المشاعر وعلى ضفاف أودية الجبال العليا (الظهرة أو الصفراوات) يسمح بالمشروعات التجارية الخاصة بالحج والعمرة فقط وليس الإسكان والتوطين، تستثمر في الحج وأشهر موسم العمرة وتقام بها المرافق الحكومية.