د.عبدالعزيز الجار الله
العالم العربي يتذكر في انفجار مرفأ بيروت أغسطس 2020 قوة وحجم الانفجار في تحرير الكويت عام 91 حيث سقطت على بغداد قنابل بقوة تدميرية عالية جداً مع بداية الحرب، كما أعادت الذاكرة العالمية إلى قنبلة هيروشيما ونجازاكي في اليابان مع الفارق إنما من حيث الشكل وحضوره المرعب، انفجار بيروت ليس عادياً بل تدميري مما يؤكد أن القصف تم بسلاح غير تقليدي، ومخزون العنابر في الميناء أيضاً كانت تضم أسلحة غير تقليدية، ولو كان الانفجار في دولة أخرى غير عربية لفتحت له ملفات وصنف بالسلاح غير التقليدي، لكنه في بلد عربي لا حول له ولا قوة.
النتيجة الحاضرة هي تعطيل مرفأ وميناء بيروت عن العمل والذي كان يستخدمه حزب الله في جميع عملياته العسكرية، وهذا كان أحد الأهداف مع تدمير الشحنات العسكرية والتي كانت تستخدم في العمليات الإرهابية حول العالم، ومهما تكن أسباب الانفجار بقنبلة أو صاروخ أو انفجار داخلي تبقى المأساة الأكبر على سكان بيروت قطاعها الشرقي والميناء حيث تدمرت معظم المباني الزجاجية من شدة الانفجار، وقائمة القتلى والمصابين والمفقودين والدمار العالي للممتلكات في مدينة مكتظة بالسكان والأسواق التجارية يطول، خسائر بشرية وتجارية.
إيران ترى أن أرواح الإنسان العربي رخيصة تدمر في لبنان وليبيا والعراق وسورية بلا رادع، والجماعات الإرهابية من حزب الله والحوثي والشخصيات اللبنانية المتعاونة مع حزب الله تجد نفسها في دائرة ضيقة وخانقة بعد أن دمرت بلدانها وعملها ضمن أجندة إيران، نصف بيروت يدمر من أجل أن يخزن حزب الله أسلحته في عنابر ملاصقة لعنابر وصوامع الحبوب ودقيق الأفران، وفِي المنفذ الاقتصادي والتجاري شبه الوحيد في بيروت.
الشخصيات السياسية اللبنانية المتعاونة مع حزب الله من جميع الأحزاب بدأت تتساقطها وتفر من المشهد السياسي بتسجيل مواقف بالاستقالات والتصريحات، بعد أن شاهدوا مدينتهم ومصالحهم التجارية وعائلاتهم تتدمر في بيروت الشرقية، وبيروت معروف أن من يتقاسمها هما من المسلمين السنة، والمسيحيين، وكيف تم تدمير مصالح أهل بيروت بهذه القوة التدميرية الباغية، متفجرات شديدة التأثير في ميناء تجاري واقتصادي ومن أجل إيران.