د. خيرية السقاف
في خضم البراكين..
اكتوت بأتونها مدن خضراء..
احترقت قلوب ندية..
أبيدت غصون مثمرة..
ثكلت نفوس تنبض..
كُسرت ظهور تستقيم لسعيها!!.....
منذ الذي وسموه ربيعا، فإذ هو قيظ ناري حارق..
لا تزال تتنفس الرئات حَرَّه..
فالأرض التي للعمار للدمار..
والنوع البشري الذي للبناء للهدم..
والمخاليق الأخرى تحت سطوة غاياته، ونهايات مآربه..
يا للدرس الذي لم ينته بعد على منصة قابيل وهابيل،
وبسطوة وشوشة إبليس الخديعة..
* * *
على سواحل الأحلام تحلق نوارس..
يتضاد السواد والبياض فيها...
أمواج تعلو وتهبط في بحور عميقة..
والفضاءات فراغ يتمادى..
يتمادى..
لا يفنى الهواء..
الرئات تشهق..
القلوب تزفر..
الحياة لن تقف عند مرفأ قُض ببركان، لكمين انبعج بنوايا..
بأرواح اغتيلت على حين غرة..
بمقدرات انقضَّت بقضيضها..
الحياة ستمضي في سرمدها الأزلي..
حيث لا يلحق كائن ببدايتها، ولن يصل كائن لنهاياتها..
هي في قبضة من أوجدها، قدَّر ما فيها لمن فيها، ولمن فيها بما فيها..
فالبشر قاطبة على هامش طريق من طرقاتها، تلحقهم من حرائقها لفحة سموم،
تنزل بهم من جروحها بعض آلام، تأخذهم أمواج بحورها يحلقون في ذهول بين سواد النوارس، وبياضها بأسئلة لن يجدوا لها إجابات شافية..
هو ذا ديدن البحر يأخذ لآماده، رحلاته طويلة، شواطئه بعيدة..
والإنسان وحده يكابر، يفتح فوَهات البراكين..
ويدعي هروبه من الأتون، ثم يرش ذرات الماء في الوجوه التي يحرقها..
سبيله الأوحد غاياته، نواياه..
:
ولا أحد يعرف؛
متى ستتعافى لبنان؟!..
وكيف ستتعافى سوريا؟!..
وهل ستتعافى العراق تماماً؟!..
وإلى متى وتتعافى فلسطين؟!..
بل هل ستصح عافية النوايا، وتنجو الغايات من أمراضها في قلوب البشر؟!..
حيث تتلمظ البراكين عند الخصب، والرطب، والقلوب الطيبة في حياة البشر؟!..