فهد بن جليد
عرض مقاطع وصور الأطفال، وحياة الحيوانات الأليفة داخل المنزل، إضافة لتجارب الطبخ، والتصرفات العشوائية التلقائية دون تصنُّع، هي أكثر أسرار وعوامل الشهرة وجذب المُتابعين على منصات وقنوات التواصل، وفق القاعدة المؤلمة والمؤسفة التي تقول (تصرف بشكل جنوني وغير متوقع.. يتبعك الناس ويتتبعونك)، لعلَّنا هنا نذكر فلسفة السيد (توم ديسكون) Tom Dickson الذي حقق الثراء والشهرة مُنذ عام 2007م عقب تأسيسه (جنون الإعلان) أمام المُشاهدين، ليحصد 240 مليون مُتابع لقناته الإعلانية وفيديوهاته على اليوتيوب، تأكيداً أنَّ الحديث والتصرّف بعيداً عن المعقول سر جذب ونجاح.
الرجل طحن ذات مرة (5 هواتف iphone) على الهواء مباشرة ليثبت قوة وحدة (شفرات الخلاط المنزلي) الذي نفد من الأسواق في اليوم التالي، وقبل ذلك خلط مجموعة من أجهزة (الآيباد والهواتف المتحرِّكة). استفزاز الجمهور (قاعدة ذهبية) يُسيء فهمها واستخدامها بعض مُتسلقي (سلم الشهرة)، ما أظهر لنا (مشاهير تائهين) خلف الكاميرا وفي الواقع، خلافاً للشخصيات الكوميدية والهزلية أو المُستفزة في الأعمال الفنية والإعلامية التي تُخفي شخصيات ناضجة علمياً وفكرياً على أرض الواقع.
لنضرب هنا مثالاً بالفنان الكوميدي (نجاح الموجي) أحد نجوم جيل السبعينات والثمانينات الذي أثرى التلفزيون والمسرح والسينما بأدوار كوميدية رثة وهزلية مُستفزة للجمهور، لكنَّها كانت تخفي خلفها في الواقع شخصية (ناضجة واعية) لرجل وصل إلى درجة وكيل وزارة، كان وفياً عندما أطلق على نفسه فنياً اسم (نجاح) تكريماً لأخيه المُقعد حتى يُخلد ذكراه، مثل هذه النماذج الرائعة كثيرة في عالم المشاهير، إلاَّ أنَّ المؤسف والمُخجل أن جنون وهزل بعض نجوم (السوشيال ميديا) الجُدد، يمتد خلف وأمام الشاشة، لتظهر حقيقتهم (الفارغة) والصماء، تأكيداً بأنَّ بعض الشهرة قد مُنحت (لمجانين رسميين).
وعلى دروب الخير نلتقي.