«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
لم تكن المباراة التي جمعت المتصدر «الهلال»، بفريق الفتح الذي يقبع في أواخر ترتيب الدوري وينافس على الهبوط، مباراة سهلة نهائياً كما كان يتوقع المتتبع لتاريخ فريق الفتح مع فريق الهلال، فالأول دائماً مايكون خصماً عنيداً ليس بتفرده وانفراده في مساحة الملعب، بل بتقوقعه في ملعبه واللعب على المرتدة، وهو النهج الذي سار عليه الفتح سنوات طويلة خاصة مع الهلال، وأصبح الأخير يفوز عليه بشق الأنفس، وهذا ماحصل ليلة أمس الأول، إذ لعب فريق الفتح بشكل دفاعي بحت، واعتمد على الهجمات، ولم تُفتح تلك الدفاعات إلا من خلال ركلة جزاء تصدى لها قوميز وسجلها ليعلن تقدم فريقه، إلا أن الفتح لم يستسلم، وظل يحاول حتى حصل على ركلة جزاء سجل منها التعادل، ليحصل بعدها على ركلة أخرى أضاعها مهاجمهم برعونة، وتلك هي من أعادت الهلال للمباراة، إذ حقق مبتغاه بتسجيل هدف الفوز الثاني من خلال ركلة جزاء ثالثة في المباراة وثانية للهلال.
مباراة الهلال والفتح كانت في شوطها الأول هلالية، ولكن خلال الشوط الثاني استهتر لاعبو الهلال بمنافسهم، ولعبوا بدون أي مبالاة، ولولا تدخلات المدرب السليمة لطار الفتح بنقاط المباراة أو على الأقل بالتعادل، وهذا الأمر لا يمكن فهمه من قبل لاعبي الهلال الذين دخلوا المباراة وخاصة في شوطها الثاني باستهتار لا يمكن تبريره! وكأنهم ضمنوا النتيجة، أو كأنهم حققوا الدوري!! وهذا مفهوم خاطئ قد تقع فيه بعض الجماهير الهلالية العاطفية، ولكن على اللاعبين أن لا يستهينوا بمنافسيهم في المباريات القادمة، فالدوري يوشك على نهايته، وكل فريق له طموح إما بالبقاء في الدوري أو بالمنافسة على تحقيق مركز متقدم للمشاركة في آسيا، ولهذا يجب أن يتنبه الهلاليون كافة «إدارة ولاعبين وجهازا فنيا» إلى أنهم لم يحققوا حتى الآن أي شيء، صحيح بأنهم قريبين من تحقيق اللقب، ولكن هذا القرب لا يعني بأنهم حققوا اللقب وبانتظار التتويج بدوري الأمير محمد بن سلمان الذي يُعتبر هذا الموسم هو الدوري الاستثنائي بما حصل فيه، وتوقفه الطويل بسبب جائحة كورونا..!