عبدالكريم الحمد
سأبدأ مقالتي هذا الأسبوع بحكمة بسيطة ودرس تعلمناه طوال مسيرة نادي الهلال في كسب البطولات المحلية، وعلى وجه الخصوص لقاءات الديربي التي تجمعه بالجار (النصر)، مفاد هذه الحكمة: «لا أحد يستطيع إخماد [الضجيج] الإعلامي والجماهيري المضاد للهلال سوى الفريق الأزرق نفسه في الملعب» عملاً بمنهجية «الفعل أجدى من القول»؛ لذا فإننا نرى دائمًا الكتيبة الزرقاء على مَرّ تاريخها منذ تأسيس الزعيم العالمي تولي الميدان جانبًا أكبر من الإثارة والتشويش خارجه مهما ارتفع «الضجيج والبلبلة» للتأثير عليه. وبفضل الإيمان بالعمل والأرقام أكثر من القول، فإننا نشاهد اليوم كيانًا أزرق شامخًا بالذهب والمنجزات تاركًا لغيره البيانات والخطابات.
وعودًا على بدء، فعلاً فرباعية الهلال في مرمى النصر لم تكن مجرد رقم؛ ففي الأيام الماضية قبل «صافرة» بداية الديربي المنتظر بين المتصدر ووصيفه لا صوت يعلو في مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الصحفية والفضائية فوق صوت الإعلام والجماهير النصراوية زعمًا منهم بسيطرة الأصفر على المواجهات الثلاث قبل لقاء الخميس الماضي بانتصارين وتعادل، مصورين للمجتمع الرياضي السعودي أن فريقهم بات عقدة للهلال، وستستمر العقدة أيضًا في المباراة الرابعة. وما إن انطلقت «صافرة» بداية المباراة الرابعة بين الطرفين إلا وانطلق معها درس هلالي تاريخي شديد اللهجة لمن يتطاول على زعامته بإيداع أربعة أهداف في شباك فريقهم.
كذلك تجاوز الأمر أيضًا تاريخ مواجهات الفريقين في السنتين الأخيرتين إلى تضخيم قصة عقدة مدربهم (فيتوريا) لنظيره في الهلال (رازفان) خلال 3 مواجهات ماضية، التقوا فيها على الصعيد الأوروبي خلال تدريبهم خارج الدوري السعودي «مواجهات باوك اليوناني وبنفيكا البرتغالي بعد أن انتهت بتعادل وانتصار الأخير»، إضافة إلى المواجهة الثالثة التي انتصر فيها فريقهم النصر في الدور الأول على الهلال؛ ليأتي كذلك رد الروماني (رازفان لوسيشكو) برباعية أسكت بها أفواههم بهدف عن كل مباراة التقى فيها بعقدته المزعومة (فيتوريا).
قبل الختام
الضجيج ورطة، والمكابرة تودي بصاحبها إلى التمادي في الخطأ والسير في معارج الوهم والعظمة المزيفة.