د. عبدالرحمن الشلاش
خرج إحدى النكرات الذين لا يعرفهم أحد، وليس لهم رصيد في الحياة سوى الجوالات التي يحملونها ليسيء للمعلمين وينتقص منهم ومن أعمالهم الجليلة ورسالتهم السامية في تربية وتعليم الأجيال، ويقلِّل من إنجازاتهم والتي أدناها الصبر على الطلاب في زمن صعب بسبب كثرة المشغلات والملهيات التي تصرف الطلاب عن تعليمهم، وانصراف بعض الأسر وتخليها عن أدوارها الأساسية في تربية الأبناء ومتابعة تعليمهم مع المدرسة.
هذا النكرة كال التهم للمعلمين واتهمهم بالتقصير، وتهكم بهم، واعتبرهم في رأيه الفذ سبباً في تخلّف التعليم، وضرب أمثلة وأدلة من خياله المريض لا يبوح بها عاقل، وأنهم لم يتمكنوا من ابتكار طرق وأساليب جديدة في التعليم، ولم يطوروا، ولم يضيفوا وكأن مهمتهم الأساسية التفرّغ لتطوير أساليب التعليم وآلياته وإجراءاته، وترك عمليات التعليم والتعلّم ومتابعة تحصيل الطلبة والارتقاء بمستوياتهم، صحيح أنهم أعضاء في فريق كبير جداً على مستوى الوزارة والمناطق التعليمية ويطورون وفقاً لما يردهم من خطط وزارية وتوجيهات واضحة من الوزارة وليس من تلقاء أنفسهم.
هذا الشخص الذي يبدو أنه يحمل في نفسه ضغينة على كل معلم ومعلمة فتح النار في كل اتجاه مستكثراً على المعلمين تمتعهم بالإجازة، والبقاء في منازلهم خلال جائحة كورونا ملتزمين بتعليمات وزارة الصحة في المملكة. يبدو من خلال حديثه الذي ينم عن جهله وقلة وعيه أنه يبحث عن الشهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإثارة على حساب شريحة عريضة وغالية في مجتمعنا والدليل على صدق هذا الاحتمال الوارد أنه عاد مرة أخرى ليعتذر عن فعلته، فماذا استفاد هذا القطاع العريض من المعلمين والمعلمات بعد أن رمى هذه الشجرة الباسقة المثمرة بحجارته التي سترتد على رأسه بعد أن يأمر النائب العام بالقبض عليه لمحاسبته.
سبق أن كتبت بأن الواجب على وزارة التعليم الدفاع عن معلميها وحفظ هيبتهم ومكانتهم كي لا يتطاول عليها الصغار والحمقى، واليوم أكرّر نفس الطلب، فالمعلمون والمعلمات جنود مجندون لتنفيذ سياسة التعليم في المملكة وليس أقل من أن تؤمّن لهم الحماية حينما تعلي من شأنهم، وترفع مستوى الوعي لدى الناس، وأن المساس بالمعلم هو مساس بالمنظومة التعليمية كاملة، وأن من تسوِّل له نفسه الاقتراب من المعلم فستقوم الوزارة بمقاضاته وإيقاع الجزاء الرادع عليه، فالأمر في النهاية في عنق الوزارة وليس المعلم فقط.