علي الصحن
نجح فريق الهلال في تجاوز مباراتين صعبتين في بداية مشواره (بعد عودة المنافسات) ووسع الفارق بينه وبين منافسه النصر إلى (9) نقاط وعلى مسافة (6) جولات من خط النهاية، والفارق النقطي مريح بالتأكيد للفريق، لكنه لا يعني أن كل شيء انتهى، وأن اللقب في متناول اليد.
في مباراة النصر لعب الهلال الذي يعرفه الجميع، وبالتأكيد فإن الإحساس بأهمية المباراة وتأثيرها وقيمتها ودورها في المنافسة، قد بدا واضحاً على اللاعبين وتركيزهم وبدا أن هناك تحضيرا فنيا وبدنيا ونفسيا على مستوى عال قد بذل كمهر للنقاط الثلاث، فجاءت النتيجة بأهدافها الأربعة كما يشتهي الهلاليون - بعد ذلك وكما كان متوقعاً ووفق ما حذر منه الكثير من الهلاليين، وحسب ما تعوده الهلاليون من فريقهم، فقد فاز الفريق في المباراة التالية بصعوبة، وكان قريباً من الخسارة لولا خبرة اللاعبين والكثير من الحظ الذي خدم الفريق في إهدار المنافس لضربة جزاء في وقت صعب، ثم حصوله على ضربة جزاء حسم بها النتيجة، وهو أمر تكرر كثيراً مع الفريق الذي يتقدم على خصمه ثم يجد نفسه في موقف محرج، ويفرط في النتيجة أو يكاد، وحدث ذلك مثلاً أمام الفيحاء (تعادل) والفيصلي (تعادل) والرائد (أهدر فوزير ضربة جزاء في وقت متأخر) والفتح في الدور الأول (تعادل) وضمك (تعادل) والنصر في الدور الأول (خسارة) والحزم (تأخر ثم خسارة) والمباراة الأهم أمام السد (تقدم ثم خسارة) ومع ذلك ما زال الفريق ومدربه عاجزون عن إيجاد حل لهذه المشكلة التي تشي بالكثير عن الوضع الفني للفريق وطريقة إدارته للمباراة!!
تكرار هذه الحالة الفنية تجعل الفريق ومدرجه تحت الضغط دائماً، وهي تؤكد وجود خلل ما، والمنتظر أن يتنبه مدرب الفريق لذلك ويضع الحلول المناسبة له، والمطلوب أيضاً من اللاعبين أن يكونوا في قمة تركيزهم في جميع المواجهات - في كرة القدم هناك أخطاء يتحملها اللاعبون أكثر من أي شخص آخر في منظومة الفريق، وبالغاً ما بلغت توجيهات المدرب وتنبيهات الزميل، فإن اللاعب هو المسؤول الأول - والواضح أن معظم الأهداف التي تسجل في مرمى الفريق تأتي نتيجة لأخطاء بدائية من مدافعين يملكون من الخبرات ما يكفي لتفادي هذه الهفوات، كما أن من الواضح أن مدافعي الفريق يلعبون بالنار في بعض المواقف، وفي الفترة الأخيرة شاركهم الحارس المعيوف ذلك، ومع ذلك يتكرر الحال، وتستمر الأخطاء، وما كل مرة تسلم الجرة.
أمام الهلال مواجهات صعبة، وكل مواجهة لها حساباتها، لا يوجد فريق سهل أبداً، كل فريق له همومه وآماله وطموحاته، هناك من يبحث عن الورقة الآسيوية، وهناك من يريد ضمان البقاء في الدوري لموسم آخر، وهناك من يريد أن يكتب له التاريخ إن نجح في إيقاف المتصدر وفتح المجال من جديد للمنافسين على اللقب، ومن بعيد يترقب النصراويون الهلال بعين وهم يمنون النفس بعدة عثرات تعيد لهم الأمل، وترسم جادة الحفاظ على اللقب، وبالعين الأخرى ينظرون لفريقهم ويبحثون عن مواصلة انتصاراته، حتى يكون لأي عثرة زرقاء معنى!!
على الورق.. الهلال أقرب للقب، أما في الميدان، فكل شيء متوقع ومتاح حتى يكون الحسم حقيقة بكل الحسابات.