طالبت المملكة بفتح تحقيق دولي جراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وراح ضحيته عشرات الأبرياء، وذلك في مؤتمر المانحين الذي دعا له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية التي فاقمها هذا الانفجار المشؤوم، هذه الجريمة المروّعة يجب أن لا تمر مرور الكرام دون محاسبة المتسبب، فلبنان بحاجة ماسة إلى أن تكون هناك إرادة لبنانية حرة تعمل على الإصلاح السياسي والاقتصادي بشكل شامل يضمن عدم تكرار مثل هذا العمل الإجرامي.
فالمملكة ومنذ الساعات الأولى للانفجار أعلنت تضامنها ووقوفها بجانب الأشقاء اللبنانيين، وقدمت من خلال سفارتها في بيروت ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ما يقارب 290 طناً من المساعدات العاجلة من خلال أربع رحلات طيران موجهة مباشرة للشعب اللبناني الجريح.
هذا الشعب الذي نزل للشارع رافضاً الوصاية الإيرانية عبر ذراعه المسموم في لبنان -حزب الله- الذي نشر الخراب والدمار وطال أذاه حتى دول الجوار اللبناني في المنطقة عبر مليشيات مسلحة لا يهمها سوى إرضاء الملالي الإيرانية والتي اختفت عندما احتاجت لبنان إلى المساعدة.
ذكرت المملكة وعبر وزير الخارجية سمو الأمير فيصل بن فرحان أن هذه النوعية من المواد المتفجّرة تعج بها مخازن -حزب الله- الموالي لإيران في أكثر من دولة، وأن هذا الحزب لديه سجل حافل من الجرائم بحق الشعب اللبناني المغلوب على أمره، لأنه يتحكّم كثيراً بمقدرات ومؤسسات الدولة اللبنانية من خلال سياسيين تجمعهم مصالح مشتركة، وبالطبع هي لا تصب في مصلحة المواطن اللبناني. فالمملكة وعبر تاريخ علاقتها الطويل مع الجمهورية اللبنانية، لم تتأخر يومًا من الأيام عن الوقوف بجانب لبنان بأصعب الظروف، ولكم أن تعودوا للتاريخ، كما أن دعمها والذي تجاوز 70 مليار دولار وثَّقة تقرير دولي صدر في عام 2016 عن حجم المساعدات التي قدمتها المملكة إلى لبنان خلال الفترة الواقعة بين 1990 و2015 ، والتي شملت استثمارات، ومساعدات، وودائع وغيرها الكثير، إلا أن في هذه المرة الأمور اختلفت تمامًا والتي تتضح للجميع فيه سيطرة -حزب الله- على مقدرات الدولة اللبنانية العميقة ذات الأحزاب السياسية والطوائف الدينية المختلفة، حتى إنها سيطرت على قراراتها ومواقفها السياسية في المجتمع الدولي، وخروجها عن الصف العربي في كثير من القضايا، وورّط حزب الله العديد من الشباب اللبناني بالقتال في سوريا والعراق واليمن تنفيذاً للأجندة الإيرانية بالمنطقة لتعميق الجراح العربية وتفتيت ما تبقى منه.
جرائم الحزب تجاوزت الشعب اللبناني الذي يعاني كثيرًا من ابتعاده عن اللحمة العربية، وحتى عن العالم الغربي المتحضّر، الذي صنف هذا الحزب بأنه أحد أخطر التنظيمات الإرهابية عالميًا، وأشغل الشارع اللبناني عن بناء الدولة اللبنانية العصرية، وساهم بهروب العديد من المستثمرين، وبإفلاس العديد من المصارف والبنوك فيها، مما أدى إلى تهاوي وسقوط الليرة اللبنانية.
خروج المواطن اللبناني البسيط الباحث عن قوت يومه ومعيشته الكريمة، كان من أهم مطالباتها هو توقف هذا الحزب عن جرائمه التي أسقطتهم في العديد من المستنقعات دون سبب يذكر سوى تأييد التمدد الإيراني في المنطقة العربية، هذه الاحتجاجات طبيعية وناتجة عن نفاد صبرهم على ما يقوم به الحزب الشيطاني من جرائم أدت إلى مزيد من الخراب والدمار حل بهذا الشعب المغلوب على أمره.
وينظر اللبناني المحب لسويسرا وباريس الشرق الأوسط (لبنان)، بأن العالم العربي وبخاصة دول مجلس التعاون الخليجي كالسعودية والإمارات والكويت بأنها هي العمق الحقيقي له وأنها هي المنقذ له مما يعانيه من أوضاع اقتصادية سيئة، والتجارب السابقة خير دليل والتي ما زالت راسخة في أذهان اللبنانيين الأوفياء لوطنهم.
فسيعود لبنان قوياً ومزدهراً عندما تقطع أيادي هذا الأخطبوط الجاثم على صدور كثير من اللبنانيين، وسوف تبقى لبنان بأعين العرب جميعاً والسعودية تحديدًا ذلك البلد الجميل المزهر بأشجار الأرز الجميلة.
** **
- عبدالسلام بن عبدالله المشيطي