ما زلتُ أهرب من فكرة تصفية الجائحة لسكان كوكب الأرض المحترمين الذين يناهزون 8 مليارات تقريبًا. الحرب ما زالت مستعرة بين موارد الكوكب والاستنزاف الحاد لها. مليارات الأفواه الجائعة تنتظر وجبتها كل يوم، أطنان الكربونات الضارة تتصاعد بشكل مستمر، الغابات تحترق، والحيوانات تنقرض، فكرة الموت سوداوية في المخيلة ولا إنسانية، ولكن إن خرجت الأمور عن رغباتنا جميعًا دعونا ننظر إلى الجانب المشرق من الجائحة على العالم. أولاً: أعتقد أن كورونا أعاد ترتيب أوراقنا من جديد، وغربلة أولوياتنا. جداولنا قبل كورونا تختلف عما بعده. ثانيًا: لفت نظر العالم إلى أهمية البحث العلمي في عموم المجالات، خاصة في المجالات الصحية. ثالثًا: أبرز نقاط القوة والضعف لدى كل دولة ومجتمع تمهيدًا لتعزيز القوي منها، وإصلاح الضعيف منها. كما أن الجائحة اختبرت أنظمة الأتمتة في العالم أجمع، والآن نحن أكثر استشعارًا لأهميتها. هناك دول نجحت في الأتمتة، وأخرى لم تتجاوز الامتحان بعد. الجائحة السوداء جعلتنا ننظر إلى سلوكياتنا أيضًا، والالتفات إلى قضايا التعنيف من جراء الحجر المنزلي وأمور أخرى. ربما كان السيد الكوكب بحاجة إلى الجائحة ليصحو من استرساله، وإن لم يعجبنا ذلك.
** **
- عبدالمحسن الروضان