منيرة الخميري
وكأننا نضمن الحياة وكأننا نضمن أن نصحو غداً كل ما هناك يؤجل ! المشاعر تؤجل الفرح يؤجل، الاعتذار يؤجل، الاختيار يؤجل، القرار يؤجل !
تأجيل إظهار المشاعر هو إرهاق لأرواحنا وأرواح من نحب وفقدانهم الرغبة للانتماء لنا بل حتى للأماكن التي جمعتنا بهم.
التأجيل موت بطيء للعلاقات وخذلان.
لا تحفروا قبور داخلكم تنثروا عليها الخوف واللامبالاة والكبرياء، توقفوا عن البحث في خارطة الأعذار للطرق المؤدية لمحبيكم، فاللحظات الجميلة عندما ترحل لا تعود، عندما تفقدهم، عندما يزورك الحنين حاملاً رائحتهم، عندما يأتي بهم صوت المطر ولون المساء.
لا تؤجل الفرح ولا تؤخر السعادة لا تقل الوقت غير مناسب عش اللحظات سواء لفرح مخطط أو غير مخطط اللحظات التي يتم ترحيلها لوقت لاحق لن تعود أو تنتظر وقتك المناسب.
حاول أن تعيش اللحظات الرائعة بتأنٍ ومدد اللحظة قدر ما تستطيع عشها بكامل حواسك.
أدوات السعادة بسيطة جداً ومتوفرة بين أيدينا المهم نعرف كيف نتعامل معها وكيف نشعلها كمصابيح للفرح في نفوسنا ونفوس من حولنا.
في عالم مليء بالمنغصات والمكدرات لا تستهين بلحظات الفرح وإن صغرت بل وسع دائرتها ودعها تزاحم القلق والهموم وضغوط المسؤوليات.
نخطئ بحق الأهل بحق من نحب بحق الأصدقاء وقد يعاتبوننا على استيحاء لطفاً منهم وقد يصمتون ويصيبك تأنيب الضمير ولكن تأخذك العزة بالأثم وحواجز الأنا وخليط من كبرياء وأمور أخرى تاركاً خلفك شخص يتألم.
لا تتردد ولا تؤجل الاعتذار اقتنص الفرصة المناسبة وبادر في اللحظات التي تجد فيها الطرف الآخر مستعداً لسماعك فنحن لا نضمن البقاء بعد كل لحظة تمر علينا نخشى مفارقة الحياة وللآخرين علينا حقوق نؤدها.
تحمل الخطأ بشجاعة أدبية ونفسية وتحدث عن خطأك بشكل واضح بدون إيهام بدون غموض وصل رسالة الاعتذار ليقابل بإيجابية من الطرف الآخر.
القرار يسبق الاختيار وكثيراً ما نواجه في مسارات حياتنا انعطافات تضطرنا إلى الوقوف لاتخاذ قرار أو صنع اختيار يجب ألا نطيل البقاء في المحطة دون اتخاذ قرار أو تأجيل قد يترتب عليه ضياع فرص.