نورا العلي
الحب والتسامح والسلام، وتقبل الآخر مهما بلغ اختلافه، دليل وعي وانسجام، ومع العولمة التي نعيش، والانفتاح، والتعرف على عادات وتقاليد وأفكار الآخرين، وقراءة نتاجهم الفكري والأدبي، والتفاعل معهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، والسفر والسياحة وغيرها، يتبين لنا بأن لكلٍ شرعة ومنهاجا، وقناعات وأسلوب حياة مختلف، والكل يرى نفسه صاحب الحقيقة، باستثناء قلة قليلة، وصلوا لمرحلة من الوعي والإدراك والتنوير، ما جعلهم يظنون أن كل شخص هو على حق، مهما بدا لهم، أنه مخالف، ولا يفسدون على الآخرين حياتهم، أو يقيّدون حرياتهم، بإطلاق أحكام، لا يعلمون مدى مصداقيتها.
تلك القلة، لا تأنس لرأي، ولا تتطرف لمذهب، ولا تُصر على موقف، لأنها تعي بأن التغيير حاصل، لا محالة.
حرية الاختلاف، وتقبل الآخرين، والتعرف على أفكارهم وأنماط سلوكهم وحياتهم، سنة كونية قال تعالى {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} لا لينكر أحدنا على الآخر حياته وأفكاره وتصرفاته.
بالاختلاف والتباين، تتوسع الثقافات، وتنمو الحضارات، وتزدهر الحياة.
ما أجمل أن نشرع قلوبنا لحب الجميع، ما أروع أن نوسع مداركنا، ونطلق العنان لفكرنا، فيتصالح مع الآخر المختلف.
من أجمل ما قرأت في هذا السياق قول محمود درويش: «أدرِّب قلبي على الحب، كي يسعَ الورد والشوك»
، ويقول ابن رشد: «لقد صار قلبي قابلا كل صورةٍ ... فمرعى لغزلانٍ وديرٌ لرهبانِ».
آخر الكلام: ها نحن نكتب ونفعل (ما يفعل العاطلون عن العمل: نربي الأمل).