نحن الرِّماحُ لدينِ الله رهنُ يدٍ
فصوِّبيها لرَدْعِ الخَصْمِ يا بلدي
إنْ لمْ يكن غيرَ حدِّ السَّيفِ دون حمى
فجرِّدِ السَّيفَ غير الصَّرم لم يفدِ
تجاوزَ البغيُ حدَّ البغيِ لا قيَماً
له ولا مانعاً كالنَّاس من [رَشَدِ]
فأنكرَ الصُّبرُ صبرَ القائمين على
نهْجِ السَّواءِ على حمَّالةِ المَسَدِ
ذوو الحجا في دروب السِّلمِ رايتُهم
خفَّاقةٌ وجفاهمْ فاتحُ السُّدَدِ
همْ كالمجانين لا عقلاً تسيرُ به
آرابُهمْ وهمُ حقدٌ بلا أَمَدِ
تأصَّلَ الشَّرُّ فيهمْ لا يكفُّ سوى
بالدَّحرِ همْ هكذا دوماً إلى الأبدِ
مهما يكرِّمْهمُ أهلُ السَّواءِ يروا
منهمْ جحوداً عن العدوان لم يَحِدِ
هم هكذا منذ ذاع الدِّينُ مُقْتلعاً
عروشَهم تحتَ أقدامٍ له ويدِ
والتَّابعون لهم في الحقدِ مثلُهمُ
ما شرُّهمْ عنهمُ فعلاً بمُتعدِ
يهاجمون ليسموا بعد ما سقطوا
وليس يسمو سوى ذي السَّعدِ يوم غدِ
وما بأذْنَابِهمْ إلاَّ هوى خَرَقٍ
به استحقوا هوان النَّفس والنَّكدِ
همْ أهلْ خسْرٍ فلا غرواً إذا خسرتْ
خطى تميمٍ وبدرٍ من رؤى حَمَدِ[1]
ما فاز بالعزِّ مذْ شعَّ الهدى أبدأً
إلاَّ ذوو عملٍ زاكٍ ومُعتَقدِ
يا قابضي الجمرِ صبراً, للذين طغوا
هلاكُ يومٍ بذي بأسٍ وذي جلدِ
الله يُمهِلُ لكنْ ليس يهملُ من
يجاوز الحدَّ مهما يُؤتَ من مَدَدِ
كم أمَّةٍ أسْرَفتْ غيَّاً فأهلكَها
وأمةٍ عُزِّزتْ من خشيةِ الصَّمدِ
... ... ...
1 - تميم بن حمد وحمد آل ثاني وبدر الحوثي
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور
dammasmm@gmail.com