مها محمد الشريف
انفجار مرفأ بيروت الذي دمر ثلث العاصمة بسبب خيانة جزء من ساسة لبنان وتحديداً حزب الله، وهذه مسألة يكاد لا يرقى إليها شك فعندما حولوا بلدهم وعاصمته التاريخية إلى بؤر تخزين الأسلحة والمواد الكيميائية الخطرة التي تهدِّد حياة الناس، يعيد للذاكرة تدمير بغداد بعد أن تآمر وزير الخليفة العباسي المستعصم، ابن العلقمي الذي اتفق مع هولاكو على قتل الخليفة وتسهيل دخول جيوشه إلى بغداد لاحتلالها التي كانت منارة العلم وعاصمة الخلافة الإسلامية مقابل أن يسلِّمه إمارة بغداد لكن هولاكو قتل الخائن ابن العلقمي فما يفعله أمين عام «حزب الله نصرالله» لا يختلف كثيراً عن ابن العلقمي لدرجة أن كثيراً يحسبه من أحفاده وورث عنه جينات الخيانة للبنان وللعرب عموماً. لقد أقحم نصر الله لبنان بمشروع إيران ليخدم مصالحها ولا يعنيه ما سيدفعه بلده بعد الانفجار المأساوي الذي تسبب بكارثة وخسائر كبيرة، حتى بات واضحاً اليوم حجم الدمار وحالة الفشل الذريع للدولة واحتمالية سقوطها تماماً، بعد الانهيارات والأزمات السياسية، وفي ظل هذه الظروف، لم يكن مفاجئاً عودة الثورة الشعبية التي تسببت باستقالة الحكومة، وخاصة بعد أن أعاد ناشطون نشر اتهام الأمين العام السابق لحزب الله، صبحي الطفيلي، للحزب بتدمير بيروت وطالب بمحاكمة حسن نصر الله.
أثار ذلك بالطبع غضب الشعب وأسقط المتظاهرون الغاضبون الشرعية عن المنظومة الفاسدة عشية الكارثة، واعترفوا بأن هناك المزيد من العمليات طويلة الأمد من التدمير الكلي للبلد وسيتبع هذه الاستقالة تغيير جذري في النظام السياسي، لأن ما حصل منه هو توجيه ضربة خطيرة على الوجود البشري والمادي بخلاف تعطيل النهوض بلبنان اقتصادياً ومراكمة الديون عليه على مدى العقود الثلاثة الماضية منذ انتهاء الحرب الأهلية. هناك الكثير مما يتوجّب قوله، لكن السجل التاريخي لهذا الحزب جعل منه لعنة وصلت للعديد من الدول العربية خدمة لإيران الفارسية ما لم يتم التخلص منه وتفكيك عناصره وإيقاف نشاطاته وعملياته الإرهابية في العالم أجمع فسيبقى دوره الخطير في نشر الإرهاب بعالمنا العربي تهديداً مستمراً بدعم إيراني وتمويل قطري، حسب ما رشح من تقارير تفضح دورها بتمويله وقامت بنشرها فوكس نيوز الإخبارية، فهذه المليشيا قامت بأدوار قذرة في كل من لبنان والعراق وسوريا واليمن بالدخول في صراعات وحروب وإرهاب.
أضف إلى كل ما سبق من انتهاكات وأضرار جسيمة جريمة تخزين المواد الخطرة منذ العام 2014، كما أشارت التقارير، ولم تستطع الأجهزة الأمنية الكشف عنها أو القيام بنقلها أو إخراجها من المرفأ لأن هذه المليشيا هي من يتحكم بالمرفأ ووضعت قوانين تسمح لها بتخزين وفسح أي مواد دون معرفة طبيعتها تحت حجة أنها لخدمة عمليات المقاومة هذه الكذبة التاريخية الكبرى.
ولو انتقلنا جنوباً نجد اليوم دوراً مشابهاً في اليمن يقوم به فرع حزب الله اليمني ميلشيا الحوثي التي تمنع معالجة مشكلة سفينة صافر التي تهدد بكارثة بيئية هائلة، فهي خزان مليء بالمواد الخطرة، فأينما تحل إيران يحل الخراب وتعتمد بذلك على الخونة من أمثال حسن نصر الله الذي سيسجّل التاريخ أنه ابن العلقمي الجديد في عالمنا العربي والإسلامي.