فهد بن جليد
هذه إحدى حكم الفكاهي الأمريكي (سام ليفتسون) الذي يطالب بالاقتناع بما أنت عليه من حال، والاستمتاع بما تملك، مؤكدًا أن التعاسة تبدأ عندما نرغب بمزيد من السعادة، وتبدأ رحلة البحث والعناء للوصول إليها، ولن تكتفي، وربما أن المقصود هو الأنانية في السعادة الشخصية. كما قال آخرون إن السعادة لا تكون إلا إذا اشترك بها أكثر من شخص، بينما الألم لا يعتبر ألمًا إلا إذا تحمله شخص واحد فقط. فسعادتك سيشارك فيها الآخرون رغمًا عنك، بينما الألم لك وحدك.
خبراء العلاقات الإنسانية يعتقدون أن الخير الذي سيأتيك سيتنعم ويسعد به من حولك من الأقارب والأصدقاء (بشكل مباشر أو غير مباشر)، بل حتى الخدم الذين يسكنون معك في البيت نفسه، ويركبون السيارات الفارهة ذاتها التي تركبها، ويتناولون الطعام الذي تأكله، وقد يسافرون معك، ويلبسون من ملابسك.. وهكذا، بينما لو خسرت كل هذا المال والجاه والمكانة ستتحمل وحدك ألم ووزر ذلك، فيما هم يسعدون بما بقي منك أو بما عند غيرك؛ لذا من قواعد السعادة التوقف عن مساعدة الآخرين بشكل عشوائي قبل إسعاد نفسك، وهذا لا يتعارض مع الفطرة العربية والإسلامية والقيم التي نملكها في مجتمعنا السعودي بمد يد العون والمساعدة للآخرين.
عندما تكبر ستكتشف أن لديك (ساعدين)، واحد لمساعدة الناس، والآخر لمساعدة نفسك. تلك أيضًا من نظريات (سام) الذي يعتقد أن مساعدة الغير وإسعادهم يجب أن يكونا (بثمن وقيمة)؛ فلا مساعدة مجانية؛ لأن كثيرين يعتقدون أن ذلك واجب عليك؛ لذا تأكد أن من تساعده يستحق ذلك، ويعلم أنك تقوم به دون مقابل. وتأكد أنك قد قمت بالأمر ذاته لنفسك أولاً على طريقة (أقنعة أوكسجين الطوارئ في الطائرة). ساعد نفسك أولاً، ثم ساعد الآخرين. وأخيرًا تأكد أنك قادر على المساعدة، وتملك القدرة والمهارة اللازمة. لا تجتهد ولا تجامل حتى لا يغضب الجميع، بمن فيهم أنت، وكن سعيدًا بما لديك.
وعلى دروب الخير نلتقي.