محمد ناصر الأسمري
عشت عمرًا في عمل متصل بالطرق والنقل، واستفدت من خلال الممارسة المهنية والتدريب متدربًا ومدربًا ومدير تدريب، استفدت من التدرب في دورات في الولايات المتحدة الأمريكية والاختلاط بنساء ورجال ذوي عقول فطنة وثقافة ودراية ترسخت في حب العمل.
عندما جاءت فكرة كتابة هذا المضوع عن أحلام المهندسين والشعراء، وتحويل الأحلام من الخطط على الورق إلى طرق وجسور وأنفاق وناطحات سحاب ما كنت أعلم عن ارتباط الهندسة بالشعر. ولعل مشروعات الطرق والنقل في أرجاء وطننا وتوسعات الحرمين التي صارت مثلاً في الجودة والتقانة وبعقول وطنية حوَّلت أحلام مهندسات ومهندسين إلى مكونات صاخة بالجمال.
صحيح أن العلوم ما عادت مرتبطة بالتخصص الممتد أو المتمدد، فقد تداخلت التخصصات وتشابكت مما أثرى المعرفة التراكمية المتنوعة لدينا فصار لدينا في الإدارة ما عرف بالهندرة
Re-engneering.
وجدت ما أطربني عن وجود صلة بين الهندسة والشعر، حين وجدت لدى (لسان العصر جوجل) أنه قد صدر كتاب «هندسة الكلمات.. مهندسون شعراء» ضمن منشورات اللجنة الثقافية - نقابة المهندسين الأردنيين
الذي جاء في 415 صفحة من القطع المتوسط، مشتملاً على مجموعة من القصائد الشعرية التي ساهم في تقديمها عدد من المهندسين الشعراء.
كتب نقيب المهندسين الأردنيين م. وائل السقا في تقديمها للكتاب «ما الشعر إلا هندسة بديعة وتناسق وتناغم وانسجام لبنات البنيان اللغوي، على أساس متين متجذر، وبحدود منسقة ومقاسة، وبارتفاع عال ومتوازن وبمساحات محكمة وموزعة بإتقان، كلمات تتكامل فيما بينها مركبة جملاً وعبارات موزونة بقافية غنائية وموسيقية راقية، في صور وتشكيلات معمارية تجمع بين الخيال وآفاقها والحقيقة وواقعها، إنها (هندسة الكلمات) حقًا وأنهم»مهندسون شعراء» http://alrai.com/article/115699.html
وعلى المسار نفسه وجدت أن الشاعر السعودي محمد بن علي السنوسي شاعر الجنوب قد كتب ونطق بشعر جميل نشر عام 2013م فقال:
إهداء إلى كل من سولت له نفسه أن يكتب شعراً (قصيدة: الشعر الحر.
لا العودُ عودي ولا الأوتارُ أوتاري ولا أغاريدكم من شدوِ أطياري
من أين جئتم بهذا (الطير) ويحكموا؟! لا الريشُ ريشي ولا المنقار منقاري
إني أرى في جناحيه وسحنته سمات (إليوت) لا سيماء (بشارِ)
وصرت أسمع ألفاظاً مقلقلة طرقَ المسامير في دكان نجارِ
ألبستموني ثياباً لا تشرفني كأنها فوق جسمي حبلُ قَصَّارِ
سود وحمر وصفر لا انسجام لها كرسم (بيكاس) يعيي فهمه القاري
ماذا؟ يقولون تجديدٌ لقد هزلت وسامَها كل مهذارٍ وثرثارِ
ما الشعر؟ هل هو ألفاظ مسيَّبة بلا قيود ردي للمنطق الهاري
الشهر هندسة كبرى تكاد ترى في النسج واللفظ منه روحَ فرجارِ
والوزن للشعر روحٌ وهي إن فقدت أضحى جماداً بلا حس كأحجارِ
قصيدة النثر مثل المشي جامدة والشعر كالرقص في ترنيم قيثارِ
وربّ حرف صغير الشأن يرفضه والشعر كالرقص في سيقان أبكارِ
تأبى الحروف التي صيغت نماذجها من رعشة الروح في أعماق أسرارِ
إن تلتقي معكم في سبك خاطرة عرجاء تحجل في ميثاء مهيارِِ
لكل فنٍّ أصول يستقلّ بها شتان ما بين سبَّاك وعمَّارِ
تبينوا بعض ما تبغون وانطلقوا في الروض ما بين أزهار وأثمارِ
وجنبونا غُثاءً لا جمال له ولا رواءً ولا يوحي بإكبارِ
إن كان لابد من فن نجدده فجددوا في مضامين وأفكارِ
وأنطقوا الصخر في ترنيم قافيةٍ كرعشة الضوء في لمع السنا الساري
حرية الشعر في إشراق فكرته وفي تساميه عن لغو وأقذارِ
وأن يكون لكم في كل معترك رأي جهير وعزم غيرُ خوارِ
أما كفى أننا فقراً ومخمصة نستورد الغرب حتى صبغ أظفارِ
فكيف تبغون أن تستوردوا أدباً من صنعه نيكل بخساً بدينارِ
والشعر نور ونار والنفوس لها طبع الفراشات عشق النور والنارِ
ورب ذي قلم أعطى لأمته ما ليس يعطيه فيها نهرها الجاري
https://khaled-2000.hooxs.com/t704-topic رابطة النهر الخالدِِ
دعونا نحلم مع الشعراء والمهندسين بالإنتاج والعمل المثمر فهذه أحلام سعيدة.