د.عبدالعزيز الجار الله
ردَّ مجلس التعاون لدول الخليج العربي على تهديدات إيران لدولة الإمارات يوم الأحد الماضي بوقوف مجلس التعاون العربي مع الإمارات ضد أي تهديدات تمس سيادتها وأمنها واستقرارها.
فقد كانت -ولا تزال- تحاول كل دولة غير عربية محاصرة الأراضي العربية؛ وبالتالي حصار الإسلام الذي نقلته الجيوش العربية للأمة الإسلامية وللعالم. حاولت هذه الشعوب والدول محاصرة العرب والإسلام في وقت مبكر من التاريخ العربي ثم الإسلامي:
- من الغرب عملت دولة الحبشة (إثيوبيا) على السيطرة على شرق إفريقيا المقابل للجزيرة العربية اللذين يفصل بينهما البحر الأحمر، وكانت الحبشة دائما تكسر مياه البحر الأحمر من جنوبه من الشواطئ اليمنية، وتصل الجزيرة العربية. وبعد قيام الدولة الإسلامية، وعاصمتها المدينة المنورة، زمن الخلافة الراشدة، توقفت تهديدات الحبشة، وانتهت التهديدات -بإذن الله-.
- من الشرق بلاد الجبال، وآسيا الوسطى، وبلاد فارس، وحاليًا دولة إيران، كانت دول آسيا الوسطى تشكل الضغط القوي على دول الخليج العربي والجزيرة العربية، لكن مع مجيء الإسلام، وفي زمن الخلافة الراشدة في الربع الأول من القرن الهجري الأول، استطاع العرب من خلال الرسالة المحمدية استعادة العراق عام 11 هجريًّا/ 633 ميلاديًّا في عهد الخليفة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-. وفي عام 21هـ / 644 م زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اجتاحت الجيوش العربية الإسلامية جميع بلاد فارس والجبال، أي معظم دول آسيا الوسطى، مع تدمير إمبراطورية فارس التي كانت تهدد الخليج العربي وبحر عُمان وبحر العرب وتجارة المحيط الهندي.
- من الشمال إمبراطورية بيزنطية من الألف الأول قبل الميلاد، ووريثتها الدولة العثمانية منذ القرن الـ16م. وقد شكلت بيزنطة ووريثتها تركيا العثمانية الضغط المستمر على الجزيرة العربية عبر شرق حوض الأبيض المتوسط لتحويل دول الشمال الإفريقي والشرق العربي إلى حديقة كبيرة، ونهب خيراتها تحت مظلة الدولة العثمانية، لكن أراد الله محو غمة الهيمنة وانفكاك الدول العربية من قبضة دول شرقي المتوسط.
والآن دول الخليج العربي والشرق العربي والشمال الإفريقي تقف مستعدة، ولن تتهاون أو تتساهل مع أي عدوان إيراني وتركي.