فهد بن جليد
تحدي التعليم اليوم ليس في إمكانات التواصل والاتصال والبُنى التحتية، أو في الفوارق الإنسانية لقدرة المعلمين والطلاب للتكيّف مع منصة مدرستي وفهم الطريقة الصحيحة للتعاطي معها فحسب -برأيي- ثمَّة تحدٍ أكبر هو مدى مُناسبة المناهج الحالية (للعرض والشرح) عن بعد، فالمُفترض أنَّها مُخصَّصة للتعليم المباشر (وجهاً لوجه)، هكذا فهمنا ومن يفيدنا هي وزارة التعليم نفسها، الطلاب وآباؤهم في الصفوف الدنيا يواجهون صعوبات، لنتحدث بشافية ونقترح حلولاً تطويرية.
علينا العمل من هذه اللحظة، لإعادة تكييف مناهج التعليم العام لتكون ملائمة وموائمة للتعلّم عن بُعد أو عبر قنوات الاتصال والتواصل، ولتصبح أكثر جاذبية وقابلية وفاعلية وفائدة، لا يمكن المُراهنة على صياغة المناهج الحالية المُعدَّة أصلاً للفصول الدراسية المباشرة التي يكون فيها الطالب مع المُعلم تحت سقف واحد، فالتعليم عن بعد يحتاج لتمارين خاصة، وطرق علمية مُمنهجة، مع الاستعانة بالوسائل المساعدة بمقاطع الفيديو التعليمية المُبسطة وغيرها من برامج التقنيات ليعود إليها الطالب وولي أمره لمزيد من التفكّر والتأمّل والتعلّم، لن نجامل على حساب مصلحة أبنائنا ومستواهم العلمي، مع تقدير كل الجهود الكبيرة والرائعة التي بذلتها وزارة التعليم مشكورة، الأمر حدث فجأة في الفصل الماضي كظرف قسري، الجميع قدَّر ذلك وأكبر الجهود، ولكن ماذا عن الفصل الحالي؟ وطريقة تدريس مناهجه التقليدية المباشرة مرَّة أخرى؟ وهل حصل عليها تغيير أو تطوير؟ نحتاج لأن نسمع ونفهم كآباء حتى نقوم بدورنا على أكمل وجه في هذه الشراكة، فهل يمكن أن تطلق الوزارة مشروع المناهج الإلكترونية ليُصبح شاملاً؟
مشروع التحول إلى المناهج الإلكترونية سيفيدنا في كل الأحوال سواءً أكان التعليم عن بعد أم حضورياً، لن نخسر شيئاً فالخطوة تطويرية، ونقلة نوعية، آمل أن تؤتي ثمار يانعة، لتصبح من المكاسب الإيجابية التي تُحسب للوزارة الموقرة في هذه المرحلة التي يمرُّ فيها العالم بهذه الجائحة، ليستمر فخرنا بما يقدّمه وطننا وكافة وزاراتنا من جهود فاعلة وعملية.
وعلى دروب الخير نلتقي.