تصادف الذكرى العاشرة في هذا الشهر أغسطس 2020م فقدان أحد الرموز الثقافية السياسية الدبلوماسية الأديب والشاعر الدكتور غازي القصيبي (رحمه الله) الذي لن تنساه الساحات الثقافية والسياسية والإعلامية والاجتماعية بتميزه وفنه وإبداعه، حيث لمع اسمه في حرفة الأدب بنثره وفلسفته وشعره ورواياته وصراعاته بكتاباته المعبرة بقلمه الذي حظي به في دفاعه عن القضايا العربية والإسلامية حيث دافع عنها بفكره وقلمه وقوة مقالاته، منها في (عين العاصفة) إبان غزو العراق للكويت إلى عودة الكويت وتحريرها، وقد عُرف عنه بأنه نذر نفسه بالولاء والإخلاص ومواقفه الإنسانية في تقديم الخدمات، ومن الأشياء التي عمقت في ذاكرتي هي إنه أحب البحرين وأحبته البحرين فتبادل الحب حباً والوفاء وفاءً، وحمل هذا الحب في حله وترحاله، فكتب عن مملكة البحرين أجمل قصائده منها جزيرة اللؤلؤ والعودة إلى الأماكن القديمة ووداعية للصيف والسيف الأجرب وقصيدته الشهيرة عن الجسر (درب من العشق)، وهنا نستذكر لكم عدد من أبيات قصيدته الرائعة (أغنية حب للبحرين) كتبها في عام 1985 م عندما عاد للبحرين للعمل فيها سفيراً قال:
بحرين هذا أوان الوصل فانسكبي..
عليّ بحرين من درَ ومن رُطب.
تنفسٌي في شجوني وأدخلي حُرقي..
واسترسلي في دمائي وأسكني تعبي..
وسافري في عيوني يا معذٌبتي..
بالهجر ياظمأي المعطاء ياسغبي.
حملتُ وجهكِ في روحي وطرتُ به..
على المحيطات عبر البرق والسّحب..
أتذكرين اسمها؟ لو قلته انهمرت..
علي القصيدة أمطارٌ من الذهب..
ضربتُ في الأرض حتى ملّ مضربي..
وطفت في البحر حتى ضج منقلبي..
وعدت طيراً جريحاً في ابتسامته..
ما يملأ الكون من أشجان مغترب..
وهل يعود إذا عدنا له زمنٌ..
من البراءة منقوشٌ على الحِقب..
وهل أعود صبياً كُلّه خَجلٌ؟..
وهل تعودين بنتاً حلَوة الشّغبِ؟..
وهل تعود مكاتِيبٌ بلا أملٍ..
تجرنا لمواعيد بلا أربِ؟..
ولأن حيز المقال ضيق ولا يوفيه حقه بما تركه من بصمات مؤثرة في وجدانه ومشاعره وإحساسه فإن د.غازي القصيبي -رحمه الله- سيبقي الغائب الحاضر.
** **
عضو هيئة الصحفيين السعوديين - عضو الاتحاد الدولي للصحفيين