إن المرض الأول الذي يجب أن يتجنبه كل شاب قبل كل شيء. مرض الشعور بالنقص والإخفاق والفشل في الحياة، ومتى ظفر بهذا المرض، وأخرجه من حياته، كان من السهل على الطبيب معالجته.
إذ في وسع كل منا أن يتجنب الإخفاق، والخيبة، والشقاء، وأن يوجه دفة سفينته إلى النجاح، وإصابة الهدف، والسعادة، إذا ما غير الصورة الذهنية التي يكنها لنفسه.
هل سمع أحد بمحام يكسب قضية، أو لاعب يكسب مباراة، أو جراح يجري عملة ناجحة وهو يضع الفشل نصب عينيه؟
لقد سمعنا وعرفنا أشخاصاً ليس لهم من مزايا سوى ثقتهم بأنفسهم واعتدادهم بها، ينجحون حيث أخفق من يفوقونهم خبرة ومعرفة.
وإذا نظرنا إلى هؤلاء الناجحين نتساءل في عجب: كيف تسنى لهم أن يبلغوا هذا النجاح؟ ونقارن بين ما وهبنا الله من صفات وميزات وما وهبهم، فندهش إذ نرى أننا ربما كنا أوفر منهم حظاً في الصفات والميزات المؤهلة للنجاح!
فما هو السر؟ أتراهم يتبعون وصفة سحرية تدنيهم من النجاح؟
لو نفذنا إلى عقولهم، لرأينا أن الوصفة السحرية التي تدنيهم من النجاح، هي الصورة التي يحملونها في أذهانهم لأنفسهم. لقد تمثّلوا أنفسهم رجالاً ناجحين!
أما أولئك الذين توافرت لهم مؤهلات النجاح ومع ذلك فقد أخفقوا فالأغلب أن نفوسهم حافلة بالمخاوف والشكوك، وربما بالكراهية لأنفسهم فهم لهذا عاجزون أن يتخيلوا أنفسهم رجالاً ناجحين.
والرجل الذي يقول: لا ابتغي من الحياة سوى عمل يكفل لي القوت ويؤمنني شر الجوع إنما هو في الحقيقة يوقع على نفسه عقاباً نتيجة إحساسات دفينة بالذنب لعلها غرست في نفسه منذ الطفولة.
وصاحب هذا الرأي لا يحقق في الحياة أكثر من الصورة التي رسمها لنفسه رغم ما قد يتصف به من ميزات ومواهب.
وثمة شخص آخر ينأى بنفسه عن النجاح، لأنه يهيم في أحلام اليقظة. إنه يتمنى النجاح ولكنه عاجز عن إصابته، إنه يتخيل نفسه في أحلامه رجلاً عظيماً، ولكن في دنيا الحقيقة يعجز عن التعبير عن نفسه والانطلاق على سجيته؟
جاء في كتاب (كيف تكسب الثروة والنجاح): لو أن الإخفاق هو الذي تمثِّل للكتاب، والفنانين، والعلماء، فكم كان يصبح عدد الكتب التي كتبت، وعدد اللوحات الفنية التي أنتجت، وعدد الكشوف والمقترحات التي أنجزت؟
يجب أن نخلع من ذهن الإنسان صورة الفشل في الحياة، وأن نحل محلها صورة النجاح، فلو ظلت صورة الفشل مرتسمة في ذهنه وعقله لكان مصير كل النصائح التي نقدمها فشلاً وعبثاً.
ولكن نستطيع تبديل الصورة الذهنية التي رسمها المرء لنفسه والتي أدت إلى فشله. علينا أن نساعده على تحديد هدفه وماذا يريد في حياته.
كثيرون يحلمون باليوم الذي يصبحون فيه من الناجحين.
فإذا سألتهم ما هو النجاح الذي يطلبونه، عجزوا عن وصفه، ومن ثم تتبدد طاقات نشاطهم، لأنهم لا يستهدفون شيئاً محدداً، وإذا فالخطوة الأولى هي تحديد الهدف، كأن تحدد ما تريده من عمل لنفسك.
هل تريد أن تكون طبيباً أم محامياً أم تاجراً أم موظفاً أم محاسباً أم صاحب عمل من الأعمال، أو صناعة من الصناعات..
اختر لنفسك، صناعات وتأكد أولاً أنها ترضيك فإذا تبينت هدفك واضحاً فامض فيه نشطاً معتزاً واثقاً أنك ستكون من الناجحين. فجميع الذين نجحوا في الحياة عرفوا ما يريدون، أول ما بدأوا معركة الحياة.
ومن جعل هدفه نصب عينيه. وركز قواه في العمل لتحقيقه. واطمأن إلى أنه سوف ينجح، لن يفشل - بإذن الله تعالى.