أ.د.عثمان بن صالح العامر
كنتُ في مقال الثلاثاء الماضي قد بيّنت باقتضاب شديد الواقع التشاركي بين المؤسستين (المدرسة) و(الأسرة) فيما مضى من سنوات، وعرجت في ثنايا المقال على ما هو حادث في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي المنصرم في أول تجربة لنا مع التعليم عن بعد، وأشرت في آخر المقال إلى أن نجاحنا في تحقيق التشاركية الفعلية التي طالب بها معالي الوزير في تعليمنا الجديد (التعليم عن بُعد) تحتاج إلى أمور عدة، أهمها في نظري:
- اختيار الوقت المناسب للدراسة بما يتوافق ووجود الأبوين، أو على الأقل أحدهما، مع الأبناء. ففي الفترة الصباحية سيكون الموظف والموظفة غالبًا في مقار العمل، أو يؤدون متطلبات الوظيفة عن بُعد.
- إشعار الأسرة قبل بداية العام الدراسي كيف ستكون امتحانات نهاية الفصل، وكذا أعمال السنة وآلية التقويم، فربما ظن الكل أنها ستكون كحال الفصل المنصرم، ويُفاجَأ الطالب بغير ذلك في نهاية الفصل؛ فيرسب أو ينخفض معدله التراكمي في المرحلة الثانوية.
- إعطاء دورات تدريبية عن بُعد لأولياء الأمور والأمهات، يكون من ضمنها بيان الدور المنوط بهم في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة، وتثقيفهم في آلية المتابعة والتواصل مع الأسرة التعليمية، ووضع أرقام جوالات مجانية لكل مدرسة يمكن أن تكون خطوطًا ساخنة بين طرفَي العملية التعليمية في هذه المرحلة، ويحاسَب قائد المدرسة حين يكون هناك تقصير أو إهمال وعدم تفاعل وتجاوب مع كل استفسار.
- السماح وزاريًّا بإعطاء الدروس الخصوصية عن طريق منح رخصة مؤقتة لمدة فصل دراسي واحد لمن تثبت لدى لجنة معينة تابعة لإدارة التربية والتعليم كفاءته ونزاهته وحرصه؛ إذ إن القرار الرسمي - إن لم تخني الذاكرة - منع هذا النوع من التعليم، ومع ذلك يمارَس خلسة، وفي الخفاء، وبطريقة غير نظامية، وربما تفتقد النزاهة.
- المتابعة الدقيقة والمحاسبة الفعلية للمعلمين في الميدان حين يكون منهم التهاون والتقصير في الحضور بالصفوف الافتراضية وعدم الاكتراث بأهمية دورهم في هذا النوع من التعليم الذي فرضته جائحة كورونا.
- إعطاء التعليم القروي نوعًا من الاهتمام من قِبل إدارات التعليم، وضمان جودة الاتصال بالإنترنت في المناطق التعليمية النائية.
- وجود صندوق خيري لمساعدة الطالب والطالبة من الطبقات الفقيرة والمحتاجة على امتلاك أجهزة ذكية، تتيح لهم الدراسة عن بُعد.
هذا ما عنَّ لي، وجال في خاطري لحظة سماع كلمة معالي وزير التعليم الأستاذ الدكتور حمد محمد آل الشيخ مساء السبت الماضي، التي حدد فيها آلية بداية العام الدراسي الجديد في التعليم العام والجامعي، شاكرًا في مطلعها مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين على ما يوليانه للتعليم من اهتمام وعناية ورعاية مستمرة ومتميزة، مشيرًا إلى أن ما اتُّخذ من إجراءات جاء بعد التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وهدفها الرئيس (المحافظة على سلامة الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وأعضاء هيئة التدريس والتدريب)؛ فنحن في وطنٍ الإنسانُ فيه أولاً. ودمت عزيزًا يا وطني. وإلى لقاء. والسلام.