د. مساعد بن سعيد آل بخات
يُعد تدريب الموظف أثناء فترة عمله من الأركان الأساسية لضمان تطور أدائه مع مرور الوقت، وليس من الحكمة أن يبقى الموظف حبيس ما تعلمه في المدارس والمعاهد والجامعات، فالعلوم والمعارف تتقدم يوماً عن يوم، والأبحاث تتزايد، والتجارب الميدانية مستمرة.
ويُعرف التدريب بأنه مجموعة من الجهود الإدارية أو التنظيمية التي تهدف إلى تحسين قدرة الإنسان على أداء عمل معين أو القيام بدور محدد في المؤسسة التي يعمل بها.
لذا حرصت وزارة التعليم على إنشاء المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي الذي يهدف إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030م التي تعزز من تحسين استقطاب المعلمين والمعلمات وإعدادهم وتأهيلهم وتطويرهم ذاتياً وميدانياً لضمان تأديتهم لمهامهم التعليمية بكل كفاءة.
ويتم متابعة المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي من قِبَل معالي وزير التعليم د.حمد آل الشيخ، والمشرف العام على المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي أ. د. أحمد الجهيمي، واللذان وضعا الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها دعم برامج المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي لإفادة شاغلي الوظائف التعليمية من (معلمين ومعلمات ومشرفين ومشرفات تربويين وقادة المدارس والوكلاء والمرشدين الطلابيين ورواد النشاط..إلخ) بأفضل شكلٍ ممكن.
فمن فوائد التدريب الصيفي لشاغلي الوظائف التعليمية الذي يُقدَّم من قِبَل المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي ما يأتي:
أولاً: تزويد المتدربين والمتدربات بمعارف وعلوم جديدة.
ثانياً: تغيير بعض القناعات والأفكار السابقة عند المتدربين والمتدربات.
ثالثاً: تغيير بعض الاتجاهات والسلوكيات السابقة عند المتدربين والمتدربات.
رابعاً: اكتساب المتدربين والمتدربات لمهارات عملية.
خامساً: حُسن استغلال الوقت بما يعود على المتدربين والمتدربات بالنفع.
سادساً: توسيع العلاقات الاجتماعية عند المتدربين والمتدربات.
سابعاً: احتساب الساعات التدريبية للمتدربين والمتدربات في المفاضلات الوظيفية.
ثامناً: ربط الحصول على درجة النمو المهني في بطاقة الأداء الوظيفي مع أخذ المتدربين والمتدربات لبرامج تدريبية معتمدة من قِبَل المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي.
وقد أحرز المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي نجاحاً عظيماً لهذا العام 1441هـ ضمن مشروع برامج التطوير الصيفي عن بعد في مرحلته الثالثة من حيث: كُبر حجم عدد زيارات منصة التدريب الصيفي التي تجاوزت 1.5 مليون زيارة، وعدد جلسات النظام والتي بلغت 6.5 مليون جلسة، وعدد البرامج التدريبية المقدمة لشاغلي الوظائف التعليمية والتي بلغت 3705 برامج تدريبية، وعدد المسجلين في البرامج التدريبية الذي يقدر بـ430623 متدرب ومتدربة من شاغلي الوظائف التعليمية، كما احتلت برامج المناهج وطرق التدريس المرتبة الأولى في عدد المتدربين والمتدربات بعدد 114411 متدربا ومتدربة، واحتلت القيادة المرتبة الثانية في عدد المتدربين والمتدربات بعدد 84757 متدرباً ومتدربة، واحتلت برامج التعليم الالكتروني وتقنيات التعليم المرتبة الثالثة في عدد المتدربين والمتدربات بعدد 70163 متدرب ومتدربة.
وقد تشرفتُ بالتعاون مع إدارة تعليم منطقة الرياض لتدريب ثلاث برامج تدريبية في المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي، وهي: (استراتيجية الفصول المقلوبة) مرتان، (التعليم المدمج) مرة واحدة.
وقد شعرت خلال تدريب هذه البرامج التدريبية عن بعد بمدى شغف المتدربين لحضور البرامج التدريبية، حيث كان متوسط عدد الحضور في كل برنامج تدريبي نحو 70 متدربًا.
كما كانت آلية التسجيل في البرامج التدريبية ومن ثمَّ الانضمام للمنصة التدريبية واضحة ويسيرة، إضافة إلى أنَّ تفاعل المتدربين مع المدرب يتسم بالجدية والنشاط.
وفور انتهاء المتدربين من حضور البرنامج التدريبي فإن منصة التدريب الصيفي تلزمهم بتقييم البرنامج التدريبي لمعرفة نقاط القوة لتعزيزها ومعرفة نقاط الضعف لمعالجتها، وبعد ذلك يحق للمتدربين طباعة شهادة حضور البرنامج التدريبي.
وختاماً..
التدريب علم ومهارة وسلوك، لأنه يزود المتدرب بعلوم حديثة، ويكسب المتدرب مهارات جديدة، ويغير سلوكيات المتدرب للأفضل.