د. خيرية السقاف
وماذا بعد؟!
تمضي بنا الأيام؟!
أم تراها تركض في ملكوت الكون ما قُدِّر لها ونجهله؟!..
أو لن نبلغه؟!..
أو نغفله؟!..
السنون في غيبها الأزلي تتداخل..
ولولا هذا القلم يخط, وهذا المداد يرسم..
وهذه الأعداد, وهذه الحروف تتشكَّل بين نواظرنا..
بأيدينا والله بأيدينا..!
لأصبحنا لا نعرف من أيامها إلا الشروق, والغروب,
بما بينهما سعياً, وراحة..
الأيام هكذا تفعل؛
بنهاراتها السافرة, وبلياليها الساترة..
والقلم وحده الناطق الشاهد..
وحكمة عميقة في مكنون الأمر الإلهي: «اقرأ»..
والإنسان لعلَّه أن يفعل:
تعمقاً, واستدراكا..
غوصاً واستهلالا..
إبحاراً وتأويلا..
تأملاً واستنتاجا..
إيه:
يا لهذه الأعداد تتوالى؛ يوماً فيوما
وعدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا..
سبحان من علم «بالقلم»,
«علم الإنسان ما لم يعلم»..
كيف, متى, ما الذي, إلى أين؟.....
يا للأسئلة: محكات!...
بواعث, وموجبات,
جهل, وفضول,
خوف, وترقب,
أمل, واستشراف,
مخيلات, وعزائم,
هدر, وانتظار,
تيه, وغفلة..
وفجاءة لحظة....
و...
كل الأعداد تتحرك,
الحبر يمد, والقلم يكتب..
والإنسان وحده يسجلُّ
وهو الراكض الجاهل..