فيصل عطا - «الجزيرة»:
منذ بروز الكابتن محمد العويس اللافت مع ناديه السابق الشباب، وضعت كافة جماهير الأندية أعينها على اللاعب، وباتت تطمع بظفر إدارات أنديتها به، لاسيما في ظل شح الحراسة السعودية بالمواهب، ولكن هناك منتفعون من كل انتقال وهناك انتصارات إعلامية وهمية يسعد بها جماهير وإعلاميو ومنسوبو بعض الأندية والتي تتمثل في التجديد للاعب أو جلب الآخر، هذه الثقافة لا يمكن أن تجدها في الهلال الذي يعمل منذ تأسيسه بطريقة استثنائية ومنفردة جعلته زعيمًا لأكبر قارات العالم والأكثر نجاحًا على مستوى المنطقة، إذ إن مسيري النادي العاصمي -عادة- لا يدخلون في مزايدات مالية مع اللاعبين مدركين وضع ناديهم وأهميته وأنه مطمعًا لجميع النجوم ولا يمكن أن يستقطب سوى نوعية معينة منهم تتوفر فيهم صفات معينة بغض النظر عن نجوميتهم ومهما كان لمعان أسمائهم، حيث إن بيئة الزعيم السعودي التي رسخها مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله ومن تعاقبوا في تولي شؤونه من بعده، لا تنظر إلى النجم قبل استقطابه للعوامل الفنية التي يراها المشجع البسيط فحسب، بل أنها تتعمق في شخصيته وتفكيره وتصرفاته داخل الملعب وخارجه للتأكد من أنه لن يؤثر على المجموعة بعقليته التي لا تتناسب مع التركيبة الزرقاء، وأنه لن يخلق إشكاليات في المستقبل مما يجعل هذه الصفقة فاشلة من جميع النواحي، لاسيما أن سياسة الاستقطاب منذ تأسيس هذا النادي مبنية على معايير محددة لا تقتصر على الأداء الفني الذي لا يكفي هو وحده بطبيعة الحال والشواهد كثيرة، كل هذا لا يعني أن إدارات النادي المتعاقبة جميعها قد توفقت في استقطاب النوعية التي تناسب هذه التركيبة المتناسقة، ولكن هم يعملون قدر المستطاع ويجتهدون لتحقيق ذلك والفشل وارد عمومًا طالما أن العمل بشري.
وبالعودة إلى الخلف قليلًا إلى صفقة محمد العويس على سبيل المثال لا الحصر، والتي تم إقحام اسم الهلال فيها، في حين كان من قام بمفاوضته هو مفاوض النادي الأهلي في معسكر المنتخب السعودي مما جعل ناديه مهددًا بالهبوط إلى درجة أدنى لولا عفو القيادة الرياضية آنذاك، كان الهلال قد انسحب مبكرًا من مفاوضات ناديه الشباب بعدما رأى أن تعاطي اللاعب مع المفاوضات دخل في منحنى لا يتناسب مع السياسة الهلالية في استقطاب النجوم، واليوم وبعد أربعة أعوام من هذه الصفقة التي ضجت بها كافة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ورسخت كمنجز وبطولة، ها هو العويس في الأهلي بعد موسم مليء بالنجاحات للنادي الغربي الذي حقق ثلاثية منها بطولة الدوري بعد غياب أكثر من ربع قرن، لم يحقق العويس أي بطولة مع ناديه الجديد، بل وكان قد تغيب مؤخرًا عن التمارين في وقت الحصاد نهاية الموسم ليمارس مع إدارة ناديه سياسة لي الذراع مطالبًا إياهم بمستحقاته المالية المتراكمة والتي بلغت 5 ملايين ريال، لاسيما بعدما شعر أن هناك أمر ما يحاك في النادي بعد تجديد عقود كل من ياسر المسيليم ومحمد الربيعي اللذان ينافسانه على نفس الخانة، ليزيد العويس مشاكل ناديه بعدما رفض المدرب السيد فلادان عودته إلى التمارين.
ويبقى السؤال الشائك.. هل سيبقى العويس في عرينه أم سيرقى مدرجًا جديدًا!