الرياض - أحمد عزو:
يميل كثير من الناس إلى الانفراد ببعض ميزات التقنية الحديثة، ومنها شراء ساعات ذكية فيها تطبيقات طبية، ومنهم من بحاجة لها فعلياً، وآخرون لمجرد التغيير أو التميز، لكن هل خطر ببالنا أن لهذه الساعات جوانب سلبية؟.
خلص باحثون من جامعة كوبنهاجن إلى أن أجهزة تتبع اللياقة البدنية قادرة تمامًا على جمع بيانات دقيقة، وبطبيعة الحال، تساعد هذه التقنية مرتديها في تبني أسلوب حياة أكثر صحة، ولكن لاحظ الباحثون أيضًا جانبًا سلبيًا لهذه الأجهزة؛ فهي تجعل الأشخاص الذين يرتدونها يشعرون بمزيد من القلق، وذلك حسب «عالم التكنولوجيا».
يوضح مؤلف الدراسة المشارك طارق عثمان أندرسن؛ الأستاذ المساعد في قسم علوم الكمبيوتر بجامعة كوبنهاجن، قائلًا: «تُظهر دراستنا أن القياسات الذاتية أكثر إشكالية من كونها مفيدة بشكل عام، عندما يتعلق الأمر بتجربة المريض؛ حيث يبدأ المرضى في استخدام المعلومات تمامًا كما يستخدمون الطبيب، ولكنهم لا يحصلون على مساعدة في تفسير البيانات التي يحصلون عليها من ساعاتهم؛ ما يجعلهم قلقين بلا سبب، أو قد يعتقدون وجود شيء بعيد عن الواقع». طُلب من 27 مريضًا بالقلب يعانون من عدم انتظام ضربات القلب (تتراوح أعمارهم بين 28 و74 عامًا) ارتداء أجهزة Fitbit لمدة ستة أشهر، وخلال تلك الفترة، قامت الأجهزة بتتبع معدل ضربات قلب كل شخص وعادات نومه ونشاطه البدني العام، كما كان المشاركون يقومون بشكل دوري بمراجعة مؤلفي الدراسة لإجراء مقابلات معهم.
يقول الباحثون إن هناك بعض الأنماط الواضحة بين المشاركين، فبينما كان المرضى يتمتعون بفهم أفضل لأجسادهم، إلا أن هذه المعلومات الإضافية غالبًا ما كانت تجعلهم يشعرون بالتوتر، فعلى سبيل المثال إذا لاحظ أحد المشاركين أنه لا ينام كما كان قبل شهر، فسيستنتج هذا الشخص على الفور أن أنماط نومه المتناقصة لها تأثير سلبي في قلبه، كما أن مرتديها يفرطون في تحليل التقلبات الصغيرة في معدل ضربات القلب؛ إذ خشي بعض المشاركين من حدوث نوبة قلبية بسبب ارتفاع معدل ضربات القلب في قراءة جهاز Fitbit الذي يرتدونه. ومع ذلك، قد تكون هناك بعض البيانات التي يمكن أن تهدئ الأعصاب أيضًا، كما يقول Andersen «على العكس من ذلك، يمكن أن تكون ساعة Fitbit مهدئة؛ إذا أظهرت البيانات أنك تنام جيدًا وأن معدل ضربات قلبك منخفض، المشكلة هي أنه لا يمكنك استخدام البيانات المتعلقة مباشرة بأمراض القلب؛ لأن الساعة مصممة للرياضة والصحة، أكثر منها لإدارة الأمراض».