د.عبدالعزيز الجار الله
يعيش الوطن العربي منذ الربيع العربي 2010 أجواء نتائج الحرب العالمية الأولى (1914-1918) حينما انفجرت أوروبا على حرب عظمى اشتركت بها دول العالم بالحرب والمرض والفقر، والوطن العربي وبصورة أشمل الشرق الأوسط يشهد قريبا من حالة ونتائج الحرب العالمية الأولى:
أولا: نتج عن الحرب 1918م نهاية 4 إمبراطوريات هي: الإمبراطورية الألمانية، والعثمانية، والنمساوية المجرية، الروسية.
ثانيا: نهاية الدول الشاملة التي احتلت وضمت لها أراضي بعضها ما وراء البحار، والهيمنة بالقوة وقهر شعوبها في دول بعيدة.
ثالثا: نهاية الإمبراطورية العثمانية التي سيطرت على الوطن العربي من بداية القرن السادس عشر 1507م بعض الأقطار العربية تأخر ضمها والبعض الآخر لم تحتلها الدولة العثمانية، وأخرى تحررت وقاومت.
رابعا: بعد نهاية الدولة العثمانية ظهرت 22 دولة عربية في القارة الآسيوية 12 دولة، والأفريقية 10 دول عربية.
خامسا: تحرر واستقل الوطن العربي سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا عن الهيمنة العثمانية، وعرف الاستقلال التام عن الباب العاليا.
سادسا: توقفت الدول العربية عن دفع الضرائب والجباية إلى اسطنبول وخزينة تركيا، وتوقف نهب خيرات الأراضي والشعوب العربية والتي ترسل إلى خزينة الدولة العثمانية.
سابعا: بصورة أو بأخرى سلمت المنطقة العربية وبعضها دولها بصفتها تركة وإرث عثماني يقسم بين دول أوروبا من الحلفاء المنتصرين لتتحول إلى مستعمرات أوروبية، قبل أن تأتي الحرب العالمية الثانية ونتيجة إلى مافرزته الحرب من واقع جديد على الأرض عام 1945م حصلت العديد من الدول العربية على استقلالها وانتهى زمن الاستعمار الأوروبي.
فالوطن العربي يعيش هذه الأيام قريبا من أجواء نتائج الحرب العالمية الأولى، نهاية هيمنة دول المحور الحالي إيران وتركيا وقطر وبعض الدول المساندة لها، ينتهي بتقسيم أو توقف نفوذ الدول الغازية والمعتدية إيران وتركيا وقطر.