«الجزيرة» - الرياض:
توفي أمس الفنان والمنتج السعودي محمد حمزة بعد معاناة مع المرض، تاركا بعده إرثاً فنياً كبيراً أسهم في إثراء الحركة الدرامية السعودية فترة الثمانينيات.
بدأ محمد حمزة مسيرته الفنية منتصف الستينات، وعمل في البداية مذيعاً في الإذاعة والتلفزيون السعودي، ثم انتقل ليكتب عدّة سهرات تلفزيونية مثل «وفاء الحب» و»صرخة ندم» و»عذاب الصمت».
ألّف الراحل ومثّل وأنتج العديد من المسلسلات التلفزيونية وفتح بوابة الإبداع على مصراعيها في السعودية، فنشر ثقافة الفن والتمثيل بكل التزام وإبداع في المجتمع المحافِظ ونقل ثقافته وموهبته في عدّة مشاركات عربية مشتركة. تعرف على السيرة الذاتية الإنجازات والحكم والأقوال وكل المعلومات التي تحتاجها عن محمد حمزة.
ولد محمد حمزة في المدينة المنورة، ثم انتقل مع عائلته إلى مدينة جدّة، وعمل في بدايته موظفاً في الطيران المدني السعودي، لينتقل فيما بعد إلى الإذاعة الرسمية وبدأ مسيرته الفنية منها.
انتقل للتأليف فكتب المسلسل «غيوم في الصيف» في أوائل السبعينات، وبعد هذا العمل كتب وأنتج السهرة التلفزيونية «وفاء الحب» وهو مقتبس عن قصة حقيقية إلا أنه رُفِض في البداية بسبب ضعف إخراجه ولتفادي الخسارة المادية لمحمد حمزة قُرّرَ عرضها في وقت مقتول، فعرضت في يوم سبت في وقت متأخر وكانت المفاجأة عندما نالت شهرة واسعة وأبدى الجمهور السعودي إعجابه بها.
وبعد نجاح هذه السهرة كتب سهرة أخرى بعنوان «عذاب الصمت» مدتها أربع ساعات، لتليها أيضاً السهرة التلفزيونية «صرخة ندم».
وفي عام 1982 ألّف مسلسل «أصابع الزمن» ولعب بطولته إلى جانب كل من مديحة حمدي ونسرين وفؤاد بخش وغيرهم الكثيرون من كبار النجوم إلى جانب نجليه «وائل ولؤي»، ويعتبر هذا المسلسل من مشاركاتهما الأولى.
نجح هذا المسلسل بشكل لا يُصدّق حتى عُرض على جميع القنوات الخليجية في ذلك الوقت، وعلى أثره تلقّى محمد حمزة خطاباً من المسرح الشعبي الكويتي وأصبح عضواً في هذا المسرح منذ ذلك العام.
في عام 1984 شارك في المسلسل المصري التاريخي «جمال الدين الأفغاني» فجسّد شخصية محمد عظم خان أمير الأفغانستان في إحدى الفترات التاريخية، كما شارك في هذا العام أيضاً في المسلسل المصري «الزير سالم» إلى جانب كل من محمود ياسين ويوسف شعبان وفردوس عبدالحميد وغيرهم الكثير من نجوم مصر.
عام 1989 كَتب وأنتج ومثّل في مسلسل «ليلة الهروب» وأيضاً تعرّض للكثير من المتاعب ورُفض في البداية إلا أنه أبصر النور أخيراً وعرض على القناة الأولى للتلفزيون السعودي، وكان من أبطال هذا المسلسل سمية الألفي وفؤاد بخش وحمدان شلبي وسعيد بصيري وغيرهم الكثيرون.
عام 1992 ألّف ومثّل في مسلسل «قصر فوق الرمال» إلى جانب مديحة حمدي ونادين خوري ورجاء الجداوي وسلوى خطاب وجيهان نصرة وغيرهم الكثيرون.
وفي 1999 ألّف ومثّل في مسلسل «أين الطريق» وكان من بطولة عدد كبير من النجوم السوريين والسعوديين مثل نادين خوري ولينا حوارنة وعلي السبع ونجاح العبدالله وسعيد بصيري وسحر فوزي.
كما كتب وشارك في تمثيل المسلسل الدرامي السعودي «دموع الرجال» إلى جانب أسمهان توفيق، وفاء عامر، جميلة عزيز، هاني نظير، عبدالرحمن عزت وغيرهم الكثير، وفي عام 2006 تم تكريمه في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، وفي عام 2013 شارك في مسلسل «أهل البلد» وهذه كانت آخر مشاركاته الفنية.
تزوّج محمد حمزة وأنجب خمسة أبناء، ثلاثة أشقاء ذكور هم «وائل، لؤي، أنمار» وشقيقتين بعيدتين عن الوسط الفني، اشتهر أبناؤه وائل ولؤي من صغرهما في التمثيل فقد شاركا والدهما الفنان محمد حمزة في العديد من الأعمال الدرامية سابقاً.
في أغلب أعمال محمد حمزة يكتب اسمه في آخر التتر وليس في أوله وهذا الشيء لا يهمه أبداً.
وسبق للفنان الراحل أن صرح بندمه على دخول الفن بسبب الخلافات في هذا المجال من غير أي سبب أو وجه حق، وأنه محبط بسبب إهماله وعدم تقديره ونسيان مسيرته الفنية.