لقد رأينا جميعاً موقف الخير الذي تقوده المملكة العربية السعودية دائماً، وكيف استجابت مؤسسة الملك سلمان الخيرية ميدانياً من موقع الانفجار المروع في إجلاء المصابين والمتضررين لحظة وقوع الانفجار، هذا الدور ليس إلا من منطلق الحرص الدائم للمملكة مع الشعوب العربية في أزماتها؛ فهي أول من يساهم لفعل الخير. هذا الدور الذي تقوده المملكة، يعود لجذورها الأساسية في تعزيز السلام وبسط الأمان. وأبدت كذلك جميع دول مجلس التعاون الخليجي دعماً كبيرا وتعاطفاً واضحا وملموساً، تجاه شعب (لبنان) العربي الشقيق، وكذلك فعلت بعض البلدان في دول الاتحاد الأوربي وبريطانيا، من خلال تصاريح ممثليها الرسميين، بوجه الخصوص.
رأينا الرئيس الفرنسي ماكرون يتجول في شوارع العاصمة بيروت ويبدي تعاطفا كبيرا لمن حوله من الجمهور اللبناني بالقرب من الأماكن المتضررة. وكان للولايات المتحدة أسلوب آخر حيث أظهرت انزعاجها مما حدث، وقالت من خلال مسؤولين كبار من العاصمة (واشنطن) أنه لابد من تحقيق موسع بخصوص الانفجار الذي أسفر عن حوالي مائتين من القتلى وسبعة من الجرحى وخسائر كبيرة في الأملاك.
الغالبية أبدت تعاطفا بجانب بيروت، وأسر الضحايا، باستثناء النظام الإيراني، وبالطبع لم يظهر هذا النظام المعادي وحلفاؤه في المنطقة أي نوع من أنواع الدعم أوحتى التعاطف لأسر الضحايا من الانفجار المؤلم، بل ذهب هذا النظام وحلفاؤه، كعادتهم إلى ترديد شعاراتهم الزائفة وإلقاء اللوم على الآخرين.
حزب الله يُتهم اتهاما صريحا بأنه يقف خلف كل تفجير يحدث في لبنان. تقول التحليلات والدراسات الذي يقوم بها بعض المحللين الاستراتيجيين حينما أشاروا للحلول، بأنه لابد من اجتثاث السلاح وعودة حزب الله للمشاركة السياسية كباقي الأحزاب، والأطياف السياسية في لبنان. فهذا يعني أنه سوف يتم اجتثاث النزاعات والصراعات الداخلية في لبنان والمضي قدماً إلى لبنان جديد يتمتع بأمن داخلي قوي. حزب الله أدخل لبنان الجميل في مناوشات سياسية خارجية لا ناقة له فيها ولا جمل، وأدخل الخوف في نفوس أوساط الشعب اللبناني؛ حيث أصبح طرفا ثابتا في كل مشاكل لبنان، وأيضاً يقف خلف كل خراب في مناطق كثيرة في الخارطة العربية. لابد من تكاتف الجهود الدولية ضد حلفاء إيران في المنطقة وتحجيم دورهم.