سامى اليوسف
من لا يتطور لا يتقدم، ومن لا يتقدم يتقادم.
تتطور تقنية نقل المباريات والمنافسات الرياضية ويتطور معها كل مكونات وأدوات هذا النقل لدينا، ولكن الطموح ينكسر عند صخرة «عقلية المشجع» المتعصب الذي يرفض نور التطوير.
على سبيل المثال، معلق، «لا أعرف ما هي مؤهلاته»، وجد مايك التعليق على بعد إصبعين من فمه، ما زال يصرخ ويتشنج ويهيج المستمعين له بتكرار ممل، يلوك نفس العبارات والجمل ونسي أن الطفل أو المراهق الذي كان يتفاعل معه قد كبر ونضج وتجاوز فكره وصار يستخدم خاصية «إخراس» الصوت عندما يتابع مباراة فريقه المفضل بصوته.. كبر المتلقي ونضج بينما ما زال المعلق غارقاً في وهم فكرته المتعصبة التي تقوده لانفعالات مرتبكة ينتج عنها سلوك مضحك يصبح معها محط تندر هذا المتلقي وأصدقاء الاستراحة أو الديوانية.
سألت ذات لقاء عدداً من الممسكين بمفاصل الإنتاج التلفزيوني الرياضي، هل تضعون معايير غير التقليد لقبول المعلقين الجدد؟ هل تقدمون تقارير دورية للمعلقين بعد المباريات توضح أخطاءهم التي وقعوا بها وبواطن الضعف خلال البث؟ هل تتابعون تحضير المعلقين للمباريات؟ هل تعتمدون مبدأ الثواب والعقاب معهم؟ لم أستمع لإجابات محددة وواضحة بل شاهدت مجرد إبتسامات صفراء، فأدركت محتوى الرسالة الفارغة!
ولعلي في هذه المناسبة أتقدم باقتراح للزملاء في القناة الناقلة لمباريات الدوري يتلخص بتخصيص قناة بدون صوت المعلق، فقط نستمع فيها لصوت الجمهور ومن في المستطيل الأخضر فقط.. منعاً للتلوث السمعي الذي أصبحنا نتضرر منه بأصوات المتشنجين من المعلقين المشجعين.