سعود عبدالعزيز الجنيدل
مما لا شك فيه أن المملكة العربية السعودية تمر بتحولات وتغيرات جذرية، على مستويات عدة، تقود هذا الحراك الضخم رؤية أميرنا الشاب ولي العهد -عرّاب الرؤية - التي جاءت لتحلق بمكانة المملكة عالياً، وتجعلها في مصاف الدول المتقدمة، وتفطمها من الاعتماد الكلي على النفط، كوسيلة أساسية ووحيدة للدخل، إضافة إلى التغيرات الأخرى على الأصعدة كافة، الاجتماعية - الثقافية ...إلخ.
وبما أني أؤمن تماماً بالمقولة «من تكلم في غير فنه، فقد أتى بالعجائب»، والتزاماً بها، سأتكلم عن مجالي «الإعلام»، وأحسب أن عندي ما يُقال، وسأحاول في هذه السلسلة تسليط الضوء على أبرز ما ينقص «إعلامنا» حتى يواكب الرؤية الطموحة «رؤية المملكة 2030».
وقبل تجهيز مشرط النقد على واقع الإعلام، يدور في خلدي تساؤلات عدة: 1- هل الإعلام بواقعه الحالي حقق الغاية المنشودة داخلياً وخارجياً. 2- هل استطاع الإعلام نقل وتوضيح التغيرات الجذرية القائمة حالياً المواكبة لرؤية المملكة. 3- هل استطاع الإعلام الدفاع عن مواقف المملكة بجميع أنواعها، خصوصًا السياسية منها على سبيل المثال لا الحصر «حرب اليمن»؟ سأكتفي بهذه الأسئلة، لكون المقال محدداً بمساحة معينة..
وبحكم عملي في المجال الإعلامي، أقول وبكل مصداقية، إن إعلامنا لا يزال بعيداً كل البعد عن الوصول إلى تحقيق أهدافه، ولا سيما في الشأن الدولي، فبحكم عملي واطلاعي ورصدي للانطباعات عمَّا يبثه الإعلام بجميع مستوياته، رصدت عدم رضا بشكل كبير عن دور الإعلام في توضيح الحقائق، والدفاع عن مواقفه، وإبراز التطورات والقفزات التي تعيشها -ولا تزال- المملكة العربية السعودية.
ويكفي للحاذق العودة إلى المواقف التي تعرضت لها المملكة وقيادتها في الفترة الأخيرة؛ ليكتشف البون الشاسع بين تعاطي إعلامنا وإعلام الآخرين - الإعلام المعادي-، مع أن الحق أبلج، ومواقف المملكة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، إلا أن تعامل الإعلام معها لم يكن بالصورة المرجوة، وهذا ما دفع -الإعلام المعادي- للتمادي أكثر وأكثر ظناً أنه حقق ما يصبو إليه، ولكن هيهات...
إذن الإجابة للتساؤلات الواردة آنفاً، كلمة واحدة هي (لا)، ومع ما تحمله هذه الكلمة من غصة ومرارة كمرارة الحنظل، إلا أن التشخيص الدقيق للواقع الإعلامي هو بداية الحل للعودة إلى المكانة المرجوة من الإعلام، ليحقق تطلعات القيادة الرشيدة -أيدها الله- ومن ثم الوصول بالإعلام السعودي إلى المكانة الطبيعية التي يستحقها...
وفي المقالات القادمة سأحدد أبرز الإشكالات والمعوقات التي أدت بالإعلام السعودي إلى الوصول إلى هذا الواقع، لتختتم السلسلة في مقالها الثالث والأخير بأبرز التوصيات والحلول التي قد تسهم في عودة الإعلام لمكانته المعهودة... يتبع