د.عبدالعزيز العمر
للأسف، كثير منا يتصور أن فن صناعة القرار هو شأن يرتبط فقط بالقيادات العليا، ومتخذي القرار التعليمي التربوي غالباً ما يجدون أنفسهم دائماً أمام عدة خيارات متقاربة، وليس من السهل الأخذ بأي منها، ما لم يكن صانع القرار محترفاً في فن صناعة القرار التعليمي.
وهنا يقول العارفون ببواطن علم الإدارة إنه إذا كانت صناعة القرار التعليمي (علماً) يدرس في الجامعات، فإن محاكمة ذلك القرار وتبريره والتأمل في عواقبه الممكنة هو (فن) و(حكمة)، لذا فإنه من المهم عندما يتخذ صانع القرار قراره أن يكون مستعداً للدفاع عنه أمام أي جهة.
وهنا يجب أن نتذكر أن عدم اتخاذ الشخص أي قرار هو في الواقع أكبر قرار. وللقرار التعليمي، أياً كان، جانب (علمي مهني)، وله أيضاً جانب (فني إبداعي تأملي)، وبمراعاة هذين الجانبين يخرج غالباً القرار التعليمي الذي يحقق الهدف بأقل الخسائر وأكثر المكاسب.
ولا جدال أن صناعة القرار تتطلب توافر صفات أساسية في صانع القرار مثل (الحكمة) و(المهارة)، إضافة إلى بعض (السمات القيادية) لمتخذ القرار وليس هناك مستوى إداري تكون عنده مهارة صناعة القرارات التعليمية غير مهمة، بل إن صناعة القرار تبقى مهارة مفصلية عند كل مستويات الإدارة التعليمية. وكلما كان لدى صانع القرار التعليمي وضوح ذهني تام في منظومة القيم والمبادئ الحاكمة للعملية التعليمية كلما كانت عملية صناعة القرار أكثر أقرب للصواب والحكمة.
باختصار، من أهم مرشدات القرار التعليمي ما يلي: أن ينأي صانع القرار بنفسه عن الانطباعات الشخصية، وأن يبني قراره على معلومات وبيانات موثقة، وأن يشرك المعنيين بالقرار في صناعته (خصوصاً أصحاب الخبرة)، وأن يكون شخصاً واثقاً غير متردد.