في الألفية الثالثة من الصعب العيش بوتيرة واحدة ومعتقد ومبدأ فكري واحد غير قابل للاستبدال والتغيير (بالطبع دون المساس بالثوابت الإسلامية). فالمجتمعات والأجيال تشهد دائماً عمليات نمو وتحول حسب مستجدات الأحداث.. وإذا واكبنا ذلك التحول نضمن التغييرات التطورية تلقائياً.
وهي تغيرات مهمة في البنية الاجتماعية والاقتصادية يأتي بعدها التقبل التلقائي من المجتمع لهذه التغييرات وبالتوازن مع القيم الخاصة والقيم العامة، فإثبات وجود الأمم المتحضرة تكتسب قوتها وهويتها بتبني أفكار أكثر ديناميكية ومرونة، إضافة لقوة صناعية لجميع المنتجات على أنواعها الكثيرة فيصبح لها كيان وجودي مع دول العالم الأول (مادي وفكري وحضاري واقتصادي).
وفي هذه المرحلة التحولية تستطيع الدولة فرض أجندتها الخاصة وفق مصالحها، لذا فإن سبب تخلف الأمة العربية هو التمسك بأفكار وأيديولوجيات قديمة (عاطفية شعارية) عززتها واستغلتها بعض دول الإقليم لتأجيج الصراعات الداخلية لا تتواءم مع الواقع ومع طبيعة سرعة الإنجازات في العصر الحديث للعالم المتقدم.
ونحن ما زلنا نتجادل على غطاء الوجه حلال أو حرام!!
وهل الزواج بواحدة هو الأصل أم الأربع!!
وهل أنت شيعي أو سني! وهل حزب الله إرهابي أو مقاوم!! وهل الدفاع عن فلسطين وهم أو حقيقة!!
فالعرب وبعض الدول الشرق آسيوية.
لم تتقدم إلا عندما تخطت هذه المراحل والشعارات العاطفية منذ عقود..
ربما آن الأوان لكل العرب إلى (مرحلة وعي).
** **
- رنا عبد الله محمد الشهيل