د.عبدالعزيز الجار الله
الإجراءات التي اتخذت (التعليم عن بُعد) تعد من الأحداث الطارئة على قطاع التعليم العام والجامعي، رغم أن أشكاله وملامحه كانت موجودة، ففي المدارس: نظام المنازل والانقطاع التغيب بعذر، والمتابعة المنزلية لفئة من الطلاب.
وفي الجامعات: الرسائل العلمية والمواد البحثية، والجامعة المفتوحة، والانتساب.
أما واقع كورونا (كوفيد- 19) فهي جائحة عالمية صدمت العالم في بداية يناير الماضي في ظل عدم استعداد المستشفيات، ونقص في أجهزة الأكسجين وعيادات الطوارئ، والأدوية، وغرف العناية المركزة، فكانت بالفعل مفاجئة لجميع أجهزة الدول، لكن الآن الصورة واضحة والاستعدادات متوفرة، بالرغم أنه لا أحد يمكن التنبؤ بما سيحدث هذه الأيام:
- دخول موسم الخريف، موسم حساسية الجهاز التنفسي العلوي، الأنف والحنجرة والصدر.
- وبعد الخريف يأتي موسم طويل الشتاء والربيع وهي بيئة خصبة لأمراض الزكام والإنفلونزا.
- والأهم التحور الجيني لفيروس كورونا قد لا يفيد معها اللقاح، لكل قارة أو أقليم جينه الخاص، فاللقاح الروسي قد لا يناسب منطقة الشرق الأوسط، كذلك الحال اللقاح الصيني.
هذه التحولات السريعة تضع أجهزة التعليم العام والجامعي أمام خيارات ومعادلات صعبة: استمرار الدراسة يقابله المحافظة على أرواح الطلاب وهيئة التدريس، مما يضطر التعليم إلى الانتقال من تعطيل المدارس وتأخيرها إلى نهاية أكتوبر والأخذ بخيار التعليم عن بعد (7) أسابيع من أصل (18) أسبوع مدة الفصل الدراسي الأول، وترك خيار العودة للمدارس كما نفذته هذه الأيام مدينة ووهان الصينية التي ظهرت منها وباء كورونا، بقرار العودة للمدارس وفتح الحضانة، وفي بلادنا تبقى مدة (7) أسابيع تقييم للحالة أما الاستمرار في التعليم عن بعد أو العودة مع مزيد من اللقاح والأدوية.
بلاشك أن المرحلة القادمة صعبة على أجهزة التعليم لاتخاذ القرار، في ظل المتغيرات الجديدة ودخول موسم الخريف، وبعده موسم الشتاء الصادم والقوي حيث تشتبه فيه حالات إصابة الجهاز التنفسي للبشر، وسرعة العدوى، والحساسية الموسمية، فالمناطق الباردة سيقع عليها التأثير الأقوى، وستتعرض لموجهة مع الإصابات الموسمية، مما يتطلب الصبر والتحمل لحين مرور فترة الشتاء التي يتخوف منها العالم أجمع.