خالد الربيعان
عفواً.. الموسم ليس «تاريخياً».. يمكنك أن تقول «فضائياً»! انتهى أطول موسم في تاريخ الرياضة السعودية بل أعتقد أنه الأطول في التاريخ الرياضي العالمي، البطولة الـ60 في دولاب الهلال المليء بالذهب، هذه الصفحة المليئة التي وُضِعَت للتوْ: في الكتاب الهلالي بعنوان «موسم للتاريخ»: يمكنك أيضاً عمل نسخة منها «بالورق المقوى المذهًّب» ووضعها بكل أريحية في كتاب الكرة السعودية، فالهلال هذا الموسم أصبح أول ناد سعودي يحقق الثنائية: الدوري و«الآسيوية»!
* التحضير انتهى بفوز على أودينيزي الإيطالي بثلاثية، دخول الموسم بخزينة ضعيفة وضع مرفوض «هلالياً» لذلك كانت «إعمار» أولى أهداف الرعاية، على صدر القميص، القميص الذي أصبح لأول مرة «سعودياً خالصاً»، بعلامة تعكس هوية القروش: «موج» إس تيم ثاني أهداف الرعاية، تلا ذلك التعاونية وفلاي إن وجاهز ثم العقد التاسع مع «رعاية» الطبية، ثم الهدف العاشر مع xElement، للعمل على الهوية الهلالية البصرية.
* انطلق الموسم بتشكيل يجب الوقوف عنده، كلمة السر هي «الانسجام».. أن يؤدي الكل ككتلة واحدة وجسد واحد.. كما يقول كتاب كرة القدم.. القاعدة رقم 1: الكرة أسرع منك.. يجب أن تجري هي.. طبيعتها هكذا.. لا أن تجري بها أنت!.. الكل يحفظ دوره، بالترتيب: من المعيوف، لجحفلي، للشهراني لسلمان للدوسري لإدواردو.. سلّمها لمن أمامك حتى تصل «لمن يخلّصها».. لذلك كنا نتصفح النتائج في المواقع أثناء مباريات الهلال على مدار الموسم لتجد النتيجة 2 أو 3 أو 4، وتنظر لتفاصيل المباراة لتجد الأهداف غالباً باسم يدل على نجاح منظومة الأداء: بافيتمبي جوميز بافيتيمبي جوميز بافيتيمبي جوميز!
* على طاري الاسم الأخير: هو هداف دوري أبطال آسيا، الغائبة منذ 17 سنة، فوز بشق الأنفس على أحفاد الساموراي في الرياض رغم استحواذ أزرق تخطى الـ70 في المائة، شكك من شكك وسخر من سخر من الفوز بهدف وظهر على رادار «الترند» مرة أخرى العبارة المعتادة «صعبة قوية» قبل مباراة العودة.. ليصبح الفوز بهدف: فوز بهدفين، وفي سايتاما اليابانية!
* هذا الموسم شهد أيضاً الذهاب للمونديال العالمي وبأداء مشرف خاصة أمام الترجي التونسي وفلامنجو البرازيلي، رحلة انتهت بالمركز الرابع، الموسم أيضاً شهد حفل اعتزال رمز الهلال والمنتخب السعودي «ياسر».. الحفل الشهير الذي شاهدنا فيه علامة ياسر الخاصة وفريقه الخاص، ونجوم كان موفقاً في اختيارهم بعناية منهم الدعيع والفريدي وطارق التائب وويلهامسون.. توتِّي وإيتو وفان بيرسي ورونالدينهو.
* تلك كانت بانوراما بسيطة عبر الزمن في موسم للتاريخ.. كان الأطول بداية من أغسطس قبل الماضي وانتهاء بأغسطس المنتهي قبل أيام.. بإنجازات حقيقية.. كبيرة جداً.. على وجهي العملة الرياضية.. المال والاستثمار.. والأداء والتتويج!
الوعد
* لا يمكنك مهما حاولت.. إغفال حقيقة الدور الخطير للمدير الفني.. العقل الذي يحرك الأمور داخل الملعب والأهم: التعامل حسب المتغيرات «اللحظية» أثناء المباريات نفسها وظروفها البالغة الصعوبة في بعض الأحيان كالنهائيات.
* رازفان ألاحظه من بعيد منذ مجيئة للهلال.. الرجل مسيرته السابقة متواضعة في رومانيا حيث بدأ مع براسوف، رابيد بوخارست، باوك اليوناني.. أتى الهلال بلا ضجيج، حقق الدوري قبل انتهائه بجولتين، حقق الآسيوية بطريقة أعجبني فيها التعامل الذكي جداً مع أوراوا الياباني خاصة في مباراة سايتاما.
* أغلب المدربين في هذا الموقف -تفوُق بهدف في الذهاب- يقوم بالدفاع في العودة على أرض الخصم ثم الهجوم آخر ربع ساعة: «إذا سارت الأمور جيداً»: وهو لا يحدث في الأغلب!.. رازفان اختار الهجوم.. هناك.. كان خير وسيلة للدفاع.. فكرة «استثنائية» تحتاج جرأة.. الرجل يستحق ما يُكتَب ويُقَال عنه.. وسجله التدريبي أًصبح أكثر اتساعاً بالنجاح مع الهلال.. «وأعدهم بأن يكونوا فخورين بفريقهم».. حدث.. شكراً رازفان.. وتمنِّي باستمرارنا في ذلك.