سامى اليوسف
مفهوم المسؤولية الاجتماعية أعمق وأشمل من كوّنه القيام بأعمال تطوعية أو مساعدة الآخرين أو حتى التبرع بالمال للجمعيات أو الأفراد، بل هو منهج أو سلوك ينتهجه الفرد ويلتزم به تجاه مجتمعه بكافة مكوناته.
والمسؤولية الاجتماعية وعاء كبير يضم في رأيي مسألة الاندماج بالمجتمعات الجديدة والتأقلم والالتزام مع عاداتها وتقاليدها، والمحترف الفرنسي بافيتيمبي قوميز (35 عاما)، مهاجم وهداف الهلال، أحد الذين يبرعون في هذا الجانب.
يقول د. هاشم عبده هاشم، عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير جريدة عكاظ سابقاً، «لم أجد لاعبًا أجنبياً عرف كيف يخالط المجتمع السعودي ويندمج فيه ويتقمص شخصيته بذكاء ودهاء غير محدود مثل مهاجم الهلال الفرنسي (قوميز)، وقد استثمر قدرته هذه ودعمها بخطورته كرأس حربة خطير يسجل أهدافاً من أقل الفرص وبأقل مجهود (رهيب)».
سجل قوميز نفسه كهداف بارع داخل الملعب منضبط سلوكياً لا يستجيب لاستفزاز الخصوم أو حتى الحكام كما في مواجهة الفيصلي، على سبيل المثال، بدليل أنه كلما تعرض للاستفزاز ازداد تركيزه داخل الصندوق، بينما سجل أهدافاً خارج الملعب بتحقيقه أعلى نسبة اندماج وانسجام مع تفاصيل المجتمع السعودي من بين اللاعبين الأجانب، ابتداءً من لقطات مصورة له في البر، وتركيزه على شرب القهوة وارتداء الزي السعودي، مروراً بتفاعلاته الجميلة مع هموم الشارع الرياضي خلال مباريات المنتخبات السعودية وخلال فترة الحظر في ظل جائحة كورونا المستجد، وبلغ تأثير «الأسد» قمته في تفاعل الصغار مع فرحته عند تسجيل الأهداف وتقليده.
إن مثل هذا الاندماج يثبت براعة اللاعب قوميز في سرعة تأقلمه وتوازنه وتطبعه بعادات وتقاليد المجتمع بتلقائية وعفوية جميلة، وتأثيره وتماسه مع الجمهور بعد أن كسب حبهم وثقتهم وتعاطفهم، كما أنه يحمل في معانيه رسالة إيجابية ذات هدف سام وبعيد المدى في نقل الصورة الحقيقية والإيجابية عن مجتمعنا بعاداته وقيمه النبيلة الأصيلة، فاللاعب الأجنبي صار مثل السفير لبلاده في المملكة ينقل الصور الإيجابية عن المجتمع السعودي، وهذا عمل مهم في وقتنا الحالي على صعيد العلاقات العامة الدولية.