أحمد المغلوث
في وقت يشهد فيه وطننا الحبيب نهضة حقيقة في مختلف المجالات، كان للآثار والمواقع التاريخية اهتمام كبير من قبل وزارة الثقافة. ومؤخرًا غرد صاحب السمو الأمير بدر بن فرحان آل سعود بتغريدة مصورة عن «ميناء العقير التاريخي» تضمنت بخلاصة محببة إشارات مهمة عن هذا الميناء الذي كان وعبر التاريخ القديم وبحكم وجوده على الساحل الشرقي للجزيرة العربية، حيث بات ومنذ القدم ميناء شهيرًا ومحطة تواصل بين الغرب والشرق، بل كانت السفن التجارية القادمة من شرق آسيا ترسو بالقرب منه لتنقل القوارب الصغيرة «الجلبوتات» البضائع إلى «فرضته» الممتدة على شاطئه الرملي المتميز الذي شهد فيما بعد وخلال مرحلة التأسيس أحداثاً سياسية واقتصادية سجلها التاريح بالكلمة والصورة. وكان للملك المؤسس -طيب الله ثراه- اهتمام كبير به. وإيماناً منه -رحمه الله- بأهميته جعله المكان المناسب ليكون مقراً لمختلف الاجتماعات واللقاءات التي جرت في الثلاثينيات الهجرية، حيث شهد مقابلة الوفود البريطانية التي جاءت للتفاوض مع الملك المؤسس وممثل الحكومة البريطانية «بيرس كوكس» عام 1334هـ/ 1915م والتي عرفت بمعاهدة العقير.. وغيرها من اللقاءات، بل استقبل «العقير» القادمين إلى الوطن من الدول الآسيوية والخليجية. ولقد تنبه الملك عبدالعزيز لما يمثله العقير من همزة وصل بين مملكته والعالم. فأمر بتنميته وتطويره فتم خلال عهده الميمون إنشاء العديد من المباني الخاصة بالجمارك والجوازات والفرضة والمستودعات. وخان للقادمين وللمسافرين. إضافة إلى حصن ومسجد. كذلك مبنى للإمارة وحصن وأبراج مراقبة. وتجدر الاشارة إلى أن هذا الميناء التاريخي كان في عهد الملك المؤسس يعد وبدون مبالغة الميناء الأشهر في المملكة خاصة وأصبح العقير كما تشير إليه الكتابات والتقارير التاريخية المختلفة شريان الحياة لوسط الجزيرة العربية وشرقها بحيث كانت البضائع والأغذية وغيرها ترد إليه ومن ثم تنقل في البداية على قوافل الجمال وبعد انتشار استخدام السيارات باتت «الشاحنات» العملاقة منافساً قوياً للقوافل التي كانت تنقل البضائع إلى مختلف أقاليم المملكة.. والعقير الميناء والتاريخ والحضارة على مقربة منه كانت «الجرها» الموطن القديم «للكنعانيين» الذين هاجروا إلى الشمال حاملين معهم فسائل النخيل. وتشير المعلومات التي سجلت عن أحفاد الكنعانيين «الفينقيين أن اسمهم مشتق وكما يشير بعض المؤرخين الذين ارجعواأصل الفينيقيين إلى منطقة جغرافية يكثر فيها النخيل معتمدين في ذلك على أن لفظة (phoenix) اليونانية التي اشتق اسم الفينيقيين منها تحوي من ضمن معانيها معنى النخلة.. وبالتالي كان أشهر مكان قديماً اشتهر بالنخيل في شرق شبه جزيرة العرب هو المنطقة التي تقع بالقرب من «العقير» وماذا بعد لقد كانت تغريدة سمو الأمير بدر عن العقير. محط تقدير وإكبار كل من شاهدها في تويتر. بل ومن راح يعيدها. أو يعيد إرسالها عبر «قروبات» الواتساب.. وأذكر قبل عقود كنت حاضرًا في اللقاء الذي نظمته جامعة الملك فيصل بالأحساء لمعالي وزير التخطيط الراحل هشام ناظر -رحمه الله- وكانت لي ساعتها مداخلة عن عدم تطوير ميناء العقير.. كان هذا التساؤل المشروع الذي يدور في خاطر كل مواطن لا في الأحساء وإنما في كل الوطن لأهمية هذا الميناء التاريخي. والحمد لله ها هي أمنياتنا باتت تتحقق في هذا العهد الزاهر.. عهد الرؤية المشرقة..