سعد بن عبدالقادر القويعي
مؤلم عندما يفرقنا الموت عن أغلى الأحباب، ولا ندرك حجم حضورهم في حياتنا؛ حتى نفقدهم فجأة؛ فندرك حجم الفراغ الذي يتركونه وراءهم، وتخوننا المشاعر في وداعهم، وتختلط الدموع بالآهات في التعبير عن ألم فقدهم، -خصوصاً- عندما يسكنون القلب، ويستحوذون على حب الناس، ويضيفون عليها البهجة، والسرور، ويزرعون في النفوس التفاؤل، والأمل، والسعادة.
تعجزنا الحروف عن وصف الفراق كعجزها عن وصف الحب، فبعد رحلة عمر أمضاها -الوفي الصديق- حمد بن محمد اليحيا على طرقات الخير، إلا أنه رحل رحلة القدر المكتوب، الذي تتألم منه القلوب، وتذرف الدموع، وتتعطل الجوارح، وتذوب الأكباد؛ حتى تسيل؛ ولأن في الموت مواعظ، وعبرًا؛ فسأؤثر البكاء في صمت على من أحببت بكل صدق من أعماق قلبي؛ كونه صبري، وعزائي الوحيد.
كان عف اليد، واللسان، بهي الطلعة، طيب المعشر، لين الجانب، حسن الخلق، بل كان مثالاً يحتذى به في التواضع، والوفاء، والبشاشة، والنبل، واللباقة، وسمو الأخلاق، والعطف. وسيبقى ماثلاً في سفر ذاكرتي طيفه من حولي، ووفاء لذكراه يعمر قلبي، ويحرك مشاعري، وسأتذكر بالدعاء لروحه الطاهرة.
تجرعنا مرارة الفقد، وآلام الفراق. وسيبقى عزاؤنا فيك أبا محمد، هو هذا الحب الذي تركته في قلوبنا، فعلى فراقك نثرنا دموع الأوفياء. وعزاؤنا أنك تصالحت مع الموت، كما تصالحت مع الحياة. وستبقى في ذاكرتنا خالدة أيامك الجميلة؛ ولأننا سنبكيك، ونرثيك، وننعيك، ونترحم عليك، ونطلب لك الشفاعة. وسندعو لك في مرقدك، بأن يؤنس الله لك وحدتك، وأن ينزلك منزلاً مباركاً، وأن يلهم أهلك، وأحبابك، وأصحابك الصبر، والسلوان، وأن يجمعنا بك في مستقر رحمته، ودار كرامته، في مقعد صدق، عند مليك مقتدر.
** **
drsasq@gmail.com