عبده الأسمري
حين تترك أثراً جميلاً في الحياة فأنت مؤثر.. وحيث تولي همتك قبلة «التأثير» فأنت ملهم..
الأزمات لا تستثني أحداً من أوجاعها والصدمات أقدار حتمية لا تبقي أمداً في إمهالها.. والعاقلون من يروضون المنحنيات لتغييرها إلى دروب مستوية للسير إلى «ضياء» الفرج والخروج من مأزق «الضيق»..
يتناسى البشر أنهم في مهام حياتية لا تتوقف وأعلى مهمة وأثمن همة هي العبادة التي تصنع «السعادة» وتنتج «الريادة» في كل اتجاهات «العيش» وشتى موجهات «التعايش» ليكون الإنسان في «غرفة» عمليات يومية تصدر منها قرارات التخطيط النفسي والتكتيك الذاتي لقيادة نفسه إلى حيث «النجاة» والمضي بأيامه نحو «السمو الدنيوي» وصولاً إلى «الفصل الأخير» من الحياة الذي يغلق معه كتابه للأبد ثم يفتح في مصير آخر يستند إلى نتائج «امتحان» حياتي لا تقبل فيه الشفاعات ولا الوساطات ويبقى العمل هو «الفيصل» و«المقتضى».
عندما كان الأدباء في العصور الماضية يقضون جل نهاراتهم ومساءاتهم بين «البسطاء» و«المهمشين» متأبطين أوراقهم المعتقة بالثقافة في المقاهي البسيطة ووسط رائحة «القهوة» وتحت ظلال «الآلام» ظلوا يوثقون الحكايات ويسردون القصص لصناعة مهمة «خاصة» أصبحت «هدايا» معطرة بالفكر و«عطايا» مسطرة بالتدبر في شؤون المعارف ومتون المشارف لتكون منبعاً للاستمتاع ونبعاً للإبداع فظلت مهمتهم حاضرة في حضرة «الأدب» ناضرة في حضور «الأزمات» لتكون سبيلاً للخروج من «مأزق» الفراغ النفسي والنجاة من «أرق «الخمول الاجتماعي لذا نجحوا بامتياز في احتضان «آهات» المتعبين وتسطيرها «أدباً» يقرأ و«سلوكاً» يتدبر في مواجهة أعباء التوتر ومجابهة وباء القلق.
كل «الأعمال» في الحياة مهمات تستحق المداومة من أجل المقاومة ليس من أجل العيش واقتصار «الهدف» على راتب شهري، بل يجب التعامل مع ما هو أسمى من ذلك ببعد نظر يسعى من خلاله كل «إنسان» ليكون «صانع أُثر» و«منبع تأثير» سواء في ساعات عمله أو خارجها وحتى بعد تقاعده من العمل فالارتباط «النفسي» بالمهمات يصنع «مقاومة» مستديمة لصدمات الحياة ويوزع عبير «التقدير» للمهمة لتكون عوناً للغير و«سنداً» للآخرين من خلال تطبيق المعني الإنساني وتوظيف البعد الاجتماعي في المهمة التي يمتلك كل شخص أدواتها ومهاراتها وشروطها لصناعة «التكامل» وصياغة «التماثل» في شتى دروب المنافع والفوائد.
الحرفيون معنيون أيضاً بأن يعكسوا «جمالية» الحرفة و«مثالية» الاحتراف ليكونوا «أصحاب بصمة» في مهامهم المرتبطة بمجالات العيش والمعنية بمساعدة المجتمع فصناعة المهمات من منطلق المهن «مفهوم» متسع يجب أن يصل إلى كل معاني العون والغوث في أدوار متبادلة لمواجهة أزمات الحياة فالكل في مهام تقتضي سد «الثغرات» وردم «الفجوات» كلاً وفق موهبته وحسب همته لنصنع الاكتمال المنشود.
لا تقتصر المهمات على الوظائف ولا على المهن فحسب، بل هنالك «حتمية غائبة» تؤكد أن لكل إنسان دوره في الحياة مهما شعر بالإحباط أو استشعر بالنقص أو داهمته فجائية «المواقف» فالنظام الرباني في «الكون» يقتضي وجود ترابط وارتباط بين المهمات والأزمات تسير وفق متاهات ومدارات تأتي بعدها مسارات ترسم الوجه المشرق للحياة في مصائر تستند على قطبية الجمود والحراك وتتعامد على ثنائية الفشل والنجاح لتأتي القاعدة الدينية العظيمة لتعلن كلمتها بأنه «كل ميسر لما خلق له»
مهمات الحياة ترتهن إلى التخصص وترتكن إلى الخبرة وثمة مهام غائبة بين الاثنتين تستلزم الدافعية بعيدا عن شروط «التأهيل» وإنما تستمد طاقتها من المشاركة الإنسانية وتتلقى أوامرها من العقول المتحفزة وصولاً إلى «ديمومة» لا تنقطع بين كل الناس فمن عجز عن الفعل فلن يعجز عن الدعاء ومن طغت عليه أنانيته جبرته الظروف على طلب «الإغاثة» ومن سره يوم ساءته أيام ومن حزن وقتاً فإنه سيمضي وسيحل غيره ومن تسيد زمانه فإنه راحل لا محالة.
بين المهمات والأزمات تأتي الحياة متقلبة ومتغيرة ومتشعبة بين «همم» الذات و«هموم» التحديات ليبقى «ميزان» الواقع مقياساً للتوازن وعنوان «الوقائع» قياساً للاتزان لتنقضي الحياة بين ماض بات منتهياً وحاضر أضحى محتوماً ومستقبل سيظل مجهولاً..