د. عبدالرحمن الشلاش
العمر الزمني قد لا تكون له أهمية كبيرة وغيره من متغيرات الحياة لكن تظل الصحة وأن يكون الإنسان صحيحا يتمتع بالعافية والنشاط وجهاز مناعة قوي وأعضاء سليمة تؤدي وظائفها بشكل ممتاز أو حتى جيد هي المتغير الثابت في معادلة حياة الإنسان والدليل أن كل الجهود تتجه دائما لنشر الوعي والتثقيف للاهتمام بالصحة ولا غير الصحة والبقاء بعافية وبنية جيدة وقد رأيت بنفسي كبار سن يتمتعون بقوام جيد وعضلات مفتولة لاهتمامهم المستمر بالرياضة والغذاء الصحي والنوم المبكر.
شاهدت قبل أيام مقطعا لمسنٍ سعودي من جنوب المملكة العربية السعودية وعمره 115 سنة يؤدي العرضة الجنوبية بكل رشاقة وكأنه في سن الكهولة لا في مرحلة الشيخوخة المتأخرة, سمعت من أحد أبناء المنطقة الجنوبية أن أحد كبار السن عمره 132 ويعيش بصحة جيدة ويكفي أنه يمشي على قدميه ويحضر المناسبات ويمارس حياته الطبيعية. حاولت أن أبحث في الأسباب المؤدية بعد حفظ الله إلى أن يعمر الإنسان إلى هذا العمر المتقدم حتى يصبح العمر الزمني لا أهمية له فوجدت بعد بحث وتقصي أن السر يكمن في العناية الفائقة بالصحة ومن شروط أن يكون الإنسان في أتم عافية: النوم المبكر في الليل ولساعات كافية, والغذاء الصحي وممارسة الرياضة وأدناها المشي وخاصة لكبار السن أو السباحة لساعة واحدة على الأقل في اليوم الواحد. فوق كل ما ذكر الاهتمام بكل ما يدعم جهاز المناعة من أكل وشرب فهذا الجهاز هو بمثابة السياج للجسم وضعفه لا قدر الله يؤدي للسماح بدخول الفيروسات والجراثيم لتعبث بالجسم وتؤدي إلى تدهوره لذلك لاحظنا صغارا في السن وشبابا لم ينفعهم عمرهم الزمني دون أن يكونوا في صحة جيدة.
قبل عدة أشهر شاهدت مقابلة مباشرة لأحد رجال الأعمال الأمريكيين عمره تقريبا 87 سنة يتمتع بصحة جيدة. وجهه مشرق ويتحدث بطلاقة وفي نشوة وسعادة، في صحة ابن الثلاثين وطموح ابن العشرين وحكمة ابن الخمسين ورزانة ابن الستين، عندما سأله المذيع كم تعمل من ساعة في اليوم، أجاب دون تردد 14 ساعة، عندما سأله عن سر التألق قال الصحة الجيدة. نستلهم من حديثه الشيق والطويل أن يكون تركيزنا دائما على العناية بالصحة قدر ما نستطيع ونترك الباقي على الله فالعمر في عافية الإنسان وصحته.