د. محمد عبدالله العوين
بلغ غباء القيادات الفلسطينية حده الأقصى بارتمائها في الحضن الإيراني البائس.
لم يقتصر هذا الغباء على «حماس» حين ارتمت في أحضان «الولي الفقيه» بل امتد إلى من يعلم عنهم أنهم علمانيون وقوميون وشيوعيون كمنظمة التحرير الفلسطينية التي تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني؛ فذهب زعيمها «محمود عباس» ومعه ثلة متنوعة التوجهات متشابكي الأيدي مع «إسماعيل هنية» رئيس حركة حماس ليلتقوا بـ»حسن نصر الله» فقبلوا يد قاتلهم ومحاصرهم في مخيم اليرموك ومشرد شعبهم في مخيمات اللجوء في لبنان وهادم مدنهم وقراهم في أنحاء سوريا.
ذهب «محمود عباس» بكل الذل واستغفال الشعب الفلسطيني ليبارك قاتل شعبه متماهيا مع النهج الخطأ الذي بدأته «حماس» بزيارة «طهران» الخميني قبل عقدين تقريبا.
أي سفاهة دفعت هذه القيادات الفلسطينية إلى مباركة من لازالت يداه تقطر من دماء الفلسطينيين في لبنان وسوريا؟ وأي غباء وحماقة دفعت من يدعون النضال والمقاومة وهم يرون الديار العربية التي دنستها ميلشيات إيران تحت شعارات طائفية تدمر وتهلك الحرث والنسل في العراق وسوريا ولبنان واليمن؟!
أين حس العروبة المزعوم عند قوميي حركة فتح؟ وأين الحس الديني المزعوم عند إخونجية حماس والجهاد؟!
لقد بلغت الشتائم لقيادات بلدان الخليج وشعوبها في الإمارات والبحرين بعد تطبيعهما العلاقات مع إسرائيل، والسعودية - مع أنها لم تطبع؛ بل التزمت بالمبادرة العربية - مستوى بذيئا كشف قدرًا كبيرًا من انعدام الوفاء لمواقف دول الخليج السخية الباذلة والمناصرة دوما لحقوق الفلسطينيين في العيش بسلام في وطن حر مستقل.
لقد كان أول موقف عاق وخائن ما حدث من فلسطيني الكويت إبان أزمة الخليج 2011م؛ لكننا حسبناه سلوكا فرديا لا يعبر عن المجموع.
أما اليوم فلم يعد ذلك سلوكا فرديا، ادخلوا إلى المواقع الفلسطينية في اليوتيوب واستمعوا إلى الدبكات الغنائية الشاتمة لنا بأقبح الألفاظ لتروا وتسمعوا ما يعف الكريم عن ذكره.
لقد آن أوان إغلاق «حنفية» صب المال الخليجي بسخاء في خزائن الزعامات الفلسطينية الفاسدة التي أثرت وطغت وخانت قضيتها وشعبها؛ بدءا من ياسر عرفات ومزارع موزة وليس انتهاء بمحمود عباس وإسماعيل هنية وحساباتهما المليونية.
اقرؤوا ما يكتبه بعض الفلسطينيين في «تويتر» وتأملوا بعمق في الكلمات الغنائية الشاتمة التي يتراقص على وقعها المرير آلاف من الشعب الفلسطيني المخدر بلذة الانتقام والمحتشد تحت الطبل والزمر المعبرة عن الدناءة وانعدام الوفاء وشيء غير قليل من الحماقة والجهل.
أيها الفلسطينيون:
لقد أنفقنا في سبيل قضيتكم التي كنا نعتقد جازمين أنها قضيتنا ما يربو على ستة مليارات دولار فقط في ثمانية عشر عاما من 2000- 2018م وبنينا لكم مدنا سكنية، وسيرنا قوافل الإغاثة، وقبل ذلك وبعده سالت على أرضكم دماء شهدائنا في كل الحروب العربية الإسرائيلية؛ دفاعا عنكم ومؤازرة لكم.
ونستثني من هذا العتاب القلة القليلة الوفية الصامتة التي لا يمكن أن توافق على سلوك زعاماتها، ولا على الحشود الحمقاء الشاتمة المستأجرة.